خبير مالي : شركات المساهمة العامة تمتلك خطوط دفاع يجب استخدامها
عمان 3 نيسان (بترا) - من رائف الشياب - راهن العديد من شركات المساهمة العامة والخاصة على الوقت عسى أن تتحسن الأسواق وتنفرج أزمتها وهو ما لم يحدث بل ازدادت الأوضاع سوءا وتراكمت خسائرها الامر الذي استوجب ايجاد حلول جذرية للحيلولة دون مزيد من استنزاف مواردها المالية .
وقال الخبير المالي مدير التمويل على الهامش في شركة ايفا للخدمات المالية خالد الربابعة في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان بعض الشركات خسرت أكثر من 50 في المئة من رأسمالها ومع انخفاض أسعار أصولها لا تستطيع ان تأخذ قروضا مقابل رهن هذه الأصول لتسديد ديونها أو الاستمرار في مشاريع تحتاج إلى سيولة عالية، وهذا يستدعي من مجلس ادارة الشركة تصحيح وضع الشركة المالي لأن المراهنة على الوقت لم تعد مجدية والانتظار يزيد الخسائر مشيرا الى ان الحل الأمثل هو أطفاء الخسائر وهو ما استخدمته معظم الشركات الامريكية والاوروبية في أزماتها .
واضاف من اوائل خطوط الدفاع التي تمتلكها شركات مساهمة عامة هي تخفيض رأسمال الشركة بقيمة الخسائر ويصبح هناك رأسمال جديد، وهنا يصبح عدد اسهم أقل وبنسبة التخفيض او تخفيض رأس المال بقيمة الخسائر التي حققتها الشركة، ولكن يتم بعد ذلك استدعاء المساهمين والراغبين إلى الاكتتاب في زيادة رأسمال الشركة مرة أخرى، وبذلك تختفي خسائر من ميزانية الشركة، وكلا القسمين يتم عن طريق استدعاء المساهمين إلى حضور جمعية عمومية غير عادية للموافقة على قرارات مجلس الإدارة وثم موافقة وزارة الصناعة والتجارة وهيئة الأوراق المالية.
واوضح الربابعة ان الشركة تستطيع اخذ قيمة الخسائر المحققة من احتياطياتها وعلاوة الاصدار عدا الاحتياطي الإجباري، وتقوم بعد ذلك بإطفاء خسائرها دون المساس برأس المال، أو استدعاء المساهمين لزيادة رأس المال مرة أخرى.
وبين ان على الشركة المتعثرة الخروج من استثمارتها غير المجدية وأخذ المبالغ لإطفاء خسائرها، ويكون بوضع برنامج زمني للخروج من استثمارات تتماشى مع الاستحقاقات التي على الشركة وتناسب احتياجاتها من السيولة مشددا على ان الصعوبه تكمن في أن العديد من الشركات تملكت أصولا مختلفة بأسعار عالية جدا وقت الرواج بحيث يصعب تقبل الأسعار الحالية لتسييل تلك الاصول والمضي في تحقيق اقصى قدر ممكن من السيولة عن طريق بيع اصولها بما يساعد على معالجة الوضع، وخصوصا أن صبر البنوك الدائنه قد نفد واصبح موضوع جدولة الديون أمر غير مجدٍ.
كما أن التخلص تدريجيا من الاستثمارات عديمة الجدوى، مقابل تركيز نشاط الشركة على التشغيل الحقيقي لها بما يساهم في تحسين وضعها.
ويجمع الخبراء أن عملية إطفاء الخسائر إيجابية للشركة والمساهم والسوق، فبالنسبة للشركة فإنها ستبدأ العمل برأسمال جديد بحيث لا توجد خسائر متراكمة تعوقها من ممارسة نشاطاتها، أما بالنسبة إلى المساهم فستكون هناك احتمالات كثيرة بأن الشركة ستحقق أرباحا وستوزعها على المساهمين في العام المقبل، اما بالنسبة للسوق فسيكون اقبال على الشراء من قبل المساهمين لاقتناعهم ان الشركة مستمرة، وقد تم تجاوز ميزانيتها من الخسائر مما ينعكس ايجابيا على اسعار اسهم الشركات، وبالتالي انتعاش السوق بشكل عام.
--(بترا)
رش/اخ/هـ
3/4/2012 - 04:25 م