الملك يؤكد ضرورة بلورة رؤى استراتيجية موحدة لحماية مصالح الامة ... إضافة3 واخيرة
فخامة الأخ الرئيس،
الأخوة القادة العرب،
تواجه مدينة القدس، هذه الأيام، إجراءات تعسفية خطيرة، تتمثل في محاولات فرض واقع جديد، في ساحات وجنبات
الحرم القدسي الشريف، إضافة إلى استمرار الاحتلال وعمليات التهويد والتهجير. لذا فلا بد من اتخاذ موقف عربي موحد، أكثر حزما وفاعلية في مواجهة هذه الإجراءات ، ودعم صمود أهل القدس وضمان حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، ولقد حذرنا مرارا من تهاون إسرائيل مع تصرفات المتطرفين اليهود الذين لا يدركون عواقب الاستهتار بمشاعر المسلمين في أرجاء العالم تجاه المسجد الأقصى المبارك، قبلتهم الأولى، وسنواصل الاضطلاع بدورنا الديني والتاريخي لحماية مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وسيستمر بجهوده لدعم أهل القدس وفلسطين بكل الوسائل والسبل المتاحة، وبالتنسيق الدؤوب مع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية، ونحن منخرطون الان في جهد دبلوماسي كبير في منظمة اليونسكو، لقطع الطريق على إسرائيل من أن تقوم بترميم جسر تلة باب المغاربة وفقا لمخطط بناء إسرائيلي، ونصر على أن تقوم المملكة الأردنية الهاشمية، بإجراء أعمال الترميم والتصميم، معولين في ذلك على مساندة أشقاءنا العرب في دعم جهودنا بالذود عن القدس الشرقية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي حث المجتمع الدولي على تحمل مسوؤليته في وقف كل هذه الانتهاكات الجسيمة، التي قد يؤدي استمرارها، إلى تهديد الامن والسلم الدوليين لما للقدس من مكانة رفيعة في وجدان مئات الملايين من المسلمين والمسيحيين في العالم.
وإنني هنا أؤكد أهمية وحدة الصف الفلسطيني، التي من شأنها تقوية الموقف الفلسطيني، وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، للتخفيف من معاناته عبر تقديم المساعدات الممكنة له في الضفة الغربية وقطاع غزة لتمكينه من تجاوز الظروف الصعبة التي يواجهها.. وإنني أدعوكم لتقديم المساعدات اللازمة لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين في بناء مؤسساتهم الوطنية، والتخفيف من حدة المعاناة
التي يواجهونها.
فخامة الأخ الرئيس،
الأخوة القادة العرب،
ان أي مواجهة بين إيران من جهة، وإسرائيل والغرب من جهة أخرى – لا قدر الله – ستكون نتائجها كارثية على المنطقة وعلى العالم بأسره، وإن استخدام القوة، لا يدفع ثمنها سوى الأبرياء، وقد عانت منطقتنا، على مدى سنوات طويلة، من ويلات الحروب وآثارها المدمرة، ولذا فاننا ندعو الى تحكيم لغة العقل والمنطق واللجوء إلى الحوار، لحل هذه الأزمة وفي الوقت نفسه فان امن ودول الخليج العربية هو امر تعيره بلادنا جل الاهتمام وهو جزء اساسي من امننا الوطني.
أما بالنسبة لما يجري في سوريا الشقيقة، فإن موقفنا يقوم على أساس إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، في إطار البيت العربي المتمثل في خطة الجامعة العربية، ودعم مهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة السيد كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وإننا في الاردن ندعو إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في محنته التي يمر بها، وأن يكون هناك حوار جاد بين النظام والشعب للخروج من دوامة العنف والدمار، والحفاظ على إرثها الحضاري والإنساني فنحن جار لسوريا وشعبها العربي الاصيل وامنها من امننا ومصلحتها من مصلحتنا.
وختاما، أكرر الشكر مرة ثانية لأخي فخامة الرئيس جلال طالباني، لاستضافة هذه القمة والإعداد الجيد لإنجاحها، وإلى رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته، والشعب العراقي العظيم على كرم الضيافة.
وأسأل المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير لأمتنا وشعوبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
--(بترا)
ع ق/م ت/هـ ط
29/3/2012 - 07:04 م