الملك يؤكد ضرورة بلورة رؤى استراتيجية موحدة لحماية مصالح الامة ... اضافة 2
فخامة الأخ الرئيس،
الأخوة القادة العرب،
إن التحديات التي تواجهها أمتنا، والتحولات التاريخية والاقتصادية التي تشهدها منطقتنا والعالم من حولنا، تجعل من المستحيل على أي بلد من بلداننا ، أن يتصدى لها بشكل فردي، بل تحتاج إلى جهودنا جميعا، للارتقاء بمنظومة العمل العربي المشترك، والنهوض به إلى مستوى يوازي التكتلات السياسية والاقتصادية العالمية والإقليمية، فالتضامن العربي، يبقى هو الرديف للتكامل العربي بكل معانيه وأشكاله، الاقتصادي والسياسي والديموغرافي.. ومن مصلحتنا أن ننجح في تحقيق هذا الهدف، وهناك فرصة حقيقية أمامنا للنجاح.
إن الأردن الذي تأثر مثل سواه، بالانعكاسات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية الصعبة، يواجه ومنذ سنوات، الكثير من المعيقات والتحديـات الاقتصادية، وفي مقدمتها التصاعد في أسعار الطاقة، وعدم الاستقرار في إقليمنا الملتهب، وأعباء الدين التي تستنزف الموازنة العامة للأردن.. هذه كلها أثرت على جهودنا الرامية إلى استكمال بناء اقتصاد وطني قوي، وإيجاد مسار للنمو والتنمية، وتوفير فرص العمل، للآلاف من الشباب المؤهلين، الذين يعانون مثل أقرانهم في الدول العربية من تحديات الفقر والبطالة.
وأمام مثل هذا الواقع، الذي يعاني منه، عدد كبير من الدول العربية، فقد بات الأمر، يتطلب منا جميعا العمل معا، من أجل بناء شراكات اقتصادية قوية، لمواجهة التحديات الاقتصادية، وتحقيق النمو الاقتصادي، الذي يوفر لجيل الحاضر سبل الحياة الكريمة، ويحفظ للأجيال العربية القادمة مستقبلها.. ونحن في الأردن، على استعداد دائم لرفد أي دولة بالخبرات والكفاءات المؤهلة، التي أثبتت على مدى سنوات طويلة قدرتها على الإبداع والابتكار.. كما أن أبواب الاستثمار مفتوحة أمام الجميع، لا سيما في المشاريع الكبرى والقطاعات الحيوية.
فخامة الأخ الرئيس،
الأخوة القادة العرب،
إن غياب الحل العادل والقادر على الديمومة للقضية الفلسطينية وتفاقم الوضع في سوريا، وتصاعد نذر مواجهة عسكرية مع إيران، فضلا عن التحديات التي تواجه دول "الربيع العربي" لترسيخ الأمن والاستقرار وإعادة البناء، هي كلها قضايا تفرض علينا تعقيداتها، واقعا جديدا، لا بد معه، من الوصول بإرادة مشتركة، إلى مستوى جديد من العمل الجاد والمخلص.
فالقضية الفلسطينية، هي جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وستبقى المنطقة، تعاني من حالة التوتر وعدم الاستقرار، وسيبقى هناك خوف وقلق، من مخاطر مستقبلية ستواجهها المنطقة، وتجرها إلى الهاوية ويدفع بها نحو المجهول، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والقائم على حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ، والقابلة للحياة على أساس خطوط1967 وعاصمتها القدس.. وهذا الحل، يشكل السبيل الوحيد لإنهاء عقود طويلة من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في اطار انهاء الصراع العربي الاسرائيلي وعودة جميع الاراضي العربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 بما فيها الجولان العربي السوري وما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة .
لقد ظهر للعالم أجمع ، جدية وصدق نوايا العرب والفلسطينيين ، في التوصل إلى السلام العادل والشامل.. اما اسرائيل فمستمرة في سياسات الاستيطان والسياسات الموجّهة ضد السكان والتي تمثل إنتهاكات جسيمة لمبادىء القانون الدولي وإتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وما زالت تتجاهل مبادرة السلام العربية، التي تعكس موقفا عربيا موحدا لتحقيق السلام الشامل والدائم الذي يضمن الأمن والاستقرار الحقيقي في المنطقة.
إن الجمود الذي يعتري جهود السلام، وعدم وجود مفاوضات جادة ، يخدم الحكومة الإسرائيلية فقط ، ويسمح لها بان توغل في أعمالها غير القانونية وغير الشرعية، الهادفة إلى فرض حقائق على الأرض، دون وجود أي رادع أو قيد على ذلك، ومن هنا، فقد بادرنا الى تكثيف تحركاتنا الاقليمية والدولية، بغية كسر الجمود المسيطر على مساعي تحقيق السلام في العام الاخير، وقامت الحكومة الاردنية ، ممثلة بوزارة الخارجية ، بالمبادرة في الدعوة الى لقاءات إستكشافية بهدف استشراف امكانية ايجاد الارضية التي تسمح باستئناف المفاوضات المباشرة وفق بيان الرباعية الدولية الاخير في ايلول 2011 وصولا الى حل شامل مع نهاية عام 2012 يتضمن معالجة شاملة ايضا لقضايا الوضع النهائي كافة طبقا للمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية بعناصرها كافة وبما يصون بالكامل المصالح الاردنية العليا. ونحن على اتم الاستعداد وكدأبنا دوما، في القيام بكل ما هو ممكن ومطلوب لاسناد الشعب الفلسطيني الشقيق والمرابط وتعزيز صموده ، وكذلك في تقديم الدعم الكامل لفخامة الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية ، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وللسلطة الوطنية الفلسطينية في مساعيهم الرامية الى انجاز حل الدولتين وتحقيق السلام عبر بوابة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، على التراب الوطني الفلسطيني، كما ويرحب الاردن باتفاق المصالحة الفلسطينية الذي رعته جمهورية مصر العربية الشقيقة وكذلك اعلان الدوحة الذي رعاه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر الشقيقة.
يتبع...يتبع
--(بترا)
ع ق/م ت/هـ ط
29/3/2012 - 06:58 م