الملك يؤكد ضرورة بلورة رؤى استراتيجية موحدة لحماية مصالح الامة ... إضافة1
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الأمين،
فخامة الرئيس جلال طالباني،
أصحاب الفخامة والسمو،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فيسرني أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى فخامة الأخ الرئيس جلال طالباني، ولحكومة وشعب العراق الشقيق، لاستضافتهم القمة العربية الثالثة والعشرين التي تأتي لتؤكد حرص العراق الشقيق على تعزيز التعاون مع أشقائه العرب، بما يخدم مصالح الأمة ويحقق تطلعاتها وأمانيها في المستقبل الأفضل، ونؤكد مجددا دعمنا ووقوفنا إلى جانب العراق، وإدانتنا لمحاولات زعزعة أمنه واستقراره.
كما أتوجه بالشكر والتقدير للجامعة العربية وأمينها العام الدكتور نبيل العربي، الذي نتمنى له كل التوفيق والنجاح ، على الجهود الطيبة التي قاموا بها من أجل الإعداد لانعقاد هذه القمة، وتوفير كل أسباب النجاح لها.
ويسرني ايضا ان اهنئ العراق الشقيق، شعبا وقيادة ، بتولي رئاسة القمة العربية في دورتها العادية الثالثة والعشرين، التي تستضيفها بغداد الحبيبة ، وهي المدينة التي كانت وعلى الدوام منارة وضاءة من منارات العروبة، وحاضرة اساسية من حواضرها، ونحن على ثقةٍ بان العمل العربي المشترك سيشهد بقيادة العراق الشقيق، نقلة نوعية باتجاه المزيد من التطور والتعاون وأهنئ مجددا ليبيا العزيزة وشعبها الشقيق الذي ساندنا منذ اللحظة الاولى، على تحقيق تطلعاته المشروعة في نيل الحرية والكرامة والعدالة والتنمية.
فخامة الأخ الرئيس،
الأخوة القادة العرب،
تنعقد هذه القمة، في ظروف إقليمية وعالمية استثنائية، وفي زمن يشهد فيه عالمنا العربي، تحولات وتحديات مصيرية، تفرض علينا مسؤوليات كبيرة، لبلورة رؤى إستراتيجية موحدة، لحماية مصالح أمتنا، وتعزيز إمكانياتنا وطاقاتنا، للتأثير في مسار الأحداث، التي تمس أمتنا، فالظروف التي تمر بها هذه الأمة، تدعونا إلى العمل بإخلاص من أجل الارتقاء بالتضامن العربي، ومأسسة العمل العربي المشترك، وترجمته على أرض الواقع، فعلا لا قولا، لردم الفجوة بين طموحات شعوبنا وبين الواقع الحالي، فشعوبنا تمر بحالة من الإحباط وانعدام الثقة بالمستقبل، وترنو إلى التغيير الذي يحمل معه الأمل بتأمين المستقبل الأفضل لها وللأجيال القادمة.
كما تنعقد هذه القمة ايضا في وقت لازالت فيه امتنا العربية تواجه العديد من التحديات المصيرية ، التي تحتم علينا جميعا العمل على صياغة مقاربة إستراتيجية عربية جماعية وموحدة ومتماسكة، تمكننا من مواجهة هذه المصاعب والتحديات بتناغم وفاعلية واقتدار ، لصون مصالحنا ومقدراتنا، وتعزز إمكاناتنا في التأثير على الأحداث التي تمس قضايانا المختلفة.
ومن هنا، فإننا نرى ضرورة العمل فورا، وبشكل منهجي وجاد، على تعزيز وتطوير وتمكين مؤسسات واطر العمل العربي المشترك، وفي المقدمة منها جامعة الدول العربية، التي تحتم علينا طبيعة التحديات التي نواجه وحقائق الواقع الدولي والاقليمي الذي نعيش، والقائم على محورية دور المنظمات والهيئات الإقليمية في العلاقات الدولية بجوانبها كافه، أن نمضي بالعمل على تعزيز و تقوية دورها، وتنشيط أجهزتها والياتها و مجالسها المختلفة، لتواكب ما ينبغي أن تكون علية المنظمات الإقليمية في القرن الحادي والعشرين، أسوة بما حققه الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وغيرها من المنظمات الإقليمية الأكثر حداثة في عمرها من جامعة الدول العربية.
ولا بد لنا أن نرتكز في صياغة مقاربتنا الإستراتيجية العربية، على استكمال مسيرة تنقية الأجواء العربية، وتوحيد جهودنا ومواقفنا إزاء قضايانا المصيرية ومصالح امتنا الحيوية، التي تتعذر حمايتها والدفاع عنها بوجود أي خلافات بيننا، ومن هنا فإننا ندعم كل جهد مبارك يهدف إلى تحقيق التضامن العربي الحقيقي، وإلى تجاوز كل الخلافات
العربية - العربية، والتي يفتح وجودها واستمرارها الباب واسعا لتدخل الغير في شؤون بيتنا العربي، ليس لنصرة قضايانا العادلة وتأمين مصالحنا المشروعة، وإنما لمآرب أخرى مرتبطة بطموحات الهيمنة والتمدد والنفوذ للغير.
اما شبابنا العربي، والذي يشكل أغلبية في مجتمعاتنا، فهو بحاجة لفرص عمل جديدة، ومستويات معيشية أفضل، وهو قادر بما يملكه من إرادة وعزيمة، وعقول مبدعة وطاقات خلاقة، على تحويل التحديات إلى فرص حقيقية.. لكنهم في ذات الوقت، بأمس الحاجة، إلى أن نفتح لهم الباب، ليكونوا شركاء في تحمل المسؤولية تجاه إحداث التغيير الإيجابي المطلوب، في مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، الذي يخدم مصالح أوطانهم ومستقبلها.
يتبع...يتبع
--(بترا)
ع ق/م ت/هـ ط
29/3/2012 - 06:52 م