المتقاعدات العسكريات تجمعهن عناوين الكرامة والحرية والعطاء
عمان الثالث من نيسان (بترا) – الربيع والكرامة والحرية والعدالة كلمات كان لها صدى في الاحتفالية الخاصة التي اقامتها جمعية المتقاعدات العسكريات يوم امس الاثنين بمناسبة يوم الكرامة وعيد الام .
الحضور المتميز والتنظيم الفعال كان صورة مشرقة للقائهن ، نخبة من الاردنيات اللواتي قدمن خدماتهن للوطن على مدى سنوات في القوات المسلحة الاردنية والامن العام والدفاع المدني والمخابرات العامة .
اقدم المتقاعدات الحاضرات كانت النقيب المتقاعد الممرضة سعدية ابو شرخ ، وهي واحدة من بين ستة الآف متقاعدة عسكرية يفخر الوطن بانجازاتهن ويعظّم ما قدمنه على مدى سنوات من اعمال اسهمت في تطوير العمل في المؤسسات العسكرية وتعزيز دور المرأة في عملية التنمية الشاملة .
الاحتفالية تضمنت مناقشة موضوعين هما ، مدلولات معركة الكرامة ، والعنف المجتمعي .
رئيسة الجمعية المقدم المتقاعد ضياء الحماد تحدثت لوكالة الانباء الاردنية (بترا) قائلة ان اختيار عنواني الاحتفالية لم يأت محض صدفة , فقد كنا على قناعة بضرورة ان يكون للاحتفال بهاتين المناسبتين نظرة عميقة تؤشر الى المدلولات العظيمة لمعركة الكرامة الخالدة وسبر غور مشكلة واسباب وكيفية مواجهة العنف المجتمعي في وقتنا الحاضر .
وقالت ان ربط هذين الموضوعين بهاتين المناسبتين كان موجها بشكل اساسي لاعادة احياء تلك القيم والمبادىء النبيلة التي سادت المجتمع على مدى عقود , الا انها بدأت تتأثر بموجات التقليد ودخول عادات غريبة لم نعهدها سابقا .
واضافت : لعل نقاش المتقاعدات العسكريات اللواتي هن امهات وقائدات لاسرهن في الوقت ذاته يفيد بمعرفة اين اخطأنا وكيف تستعيد الاسرة وهي المكون الاساس للمجتمع دورها في تعزيز قيم الانتماء بمفهومه الشامل والذي يبدأ تأسيسها في البيت ثم المدرسة وصولا الى الحياة الجامعية والعملية .
ضيف اللقاء كان اللواء المتقاعد عبدالله المومني وقبل ان يتحدث عن مجريات معركة الكرامة ومدلولاتها قال ان ربيعنا في الاردن بدأ منذ عام 1921 ، فمنذ بدايات تأسيس امارة شرق الاردن التي قامت على اسس الوحدة والحرية والحياة الفضلى ازدهرت جميع مناحي الحياة لتلبي يوما بعد يوم تطلعات الاردنيين وطموحاتهم .
اجواء يوم المعركة وتلك الحالة المعنوية المتردية التي كان يعاني منها العرب جراء نكسة عام 1967 شرحها المومني مفصلا باشارت مهمة من ضمنها ، المعلومات التي كانت تصلنا من اهلنا في الضفة الغربية عن غطرسة الاسرائيليين ونواياهم المبيتة افادت باستباق التفكير والتخطيط لمعركة قادمة لا محالة .
واضاف : لم يكن لعاقل ان يستثني او يتجاهل خطورة قول احد القادة الاسرائيليين لمجموعة التقاها سيكون طعام الغداء المرة المقبلة في عمان ، المخطط كان احتلال مرتفعات البلقاء واجبار اهالي الاغوار على النزوح وجعل تلك المنطقة , منطقة عازلة تمهيدا للقضاء على العمل الفدائي برمته .
وقال: ما كانت تذيعه اسرائيل عند بدء المعركة جعل التحدي سيد الموقف لنقرأ معاني التحذير الآتي من اسرائيل " من يطلق النار على جندي اسرائيلي يكون بمثابة حرب " وقفة مع الذات جعلت من الاردنيين ومعهم فدائيون غير معنيين بشيء غير الشهادة او النصر .
وتابع: الهجوم الاسرائيلي كان على محاور ثلاثة والمسافة الممتدة على اكثر من 650 كيلومترا لم تكن تحرسها سوى خمس فرق من الجيش العربي ، والمغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه في القيادة الامامية ، والبواسل يريدون الثأر ، نعم لقد كنا الاقوى والافضل والاحسن تنظيما وعزيمة وارادة , لذلك كان النصر ومعه خسائر تكبدتها قوات العدو كانت باعترافهم ثلاثة اضعاف ما تكبدته في حرب عام 1967 .
الدروس والمعاني العظيمة لمعركة الكرامة الخالدة يحتاجها الجيل الجديد وفقا لما قالته احدى المتقاعدات العسكريات من الحضور مسجلة عتبها على القائمين على المناهج المدرسية والجامعية ووسائل الاعلام لتقصيرها في تعريف هذا الجيل الذي باتت عوامل واسباب متعددة تؤثر في تكوينه ومبادئه وقيمه .
هنا انتقل الحديث عن العنف المجتمعي وهو المحور الآخر للقاء حيث تحدثت فيه استاذة علم الاجتماع في الجامعة الهاشمية الدكتورة ايفان لطفي التي عرّفت العنف بانه ايذاء بالقول او الفعل ازاء فرد او جماعة .
وقالت ان ما نشهده اليوم من اعتداءات متنوعة على الطاقم الطبي او التعليمي او الامني وصولا الى العنف في الجامعات واحد من اسبابه عدم التمكن من ايصال المعلومة الصحيحة عن تاريخنا وامجاد وتضحيات من بنوا هذا الوطن وجعلوا منه انموذجا للبناء والحضارة والتقدم.
اللقاء انتهى بافتتاح بازار يذهب ريعه لصالح الجمعية التي تأسست العام 2005 كجمعية تعاونية يحق لكل متقاعدة في الاجهزة العسكرية والامنية الانتساب اليها , هدفها الاساسي ان تواصل المتقاعدة العسكرية حياتها في المجتمع المحلي وتسهم بالعطاء والنماء دون توقف بعد ان ساعدت في بناء وتطوير العمل خلال سني خدمتها العملية .
وتهدف كذلك الى رفع الروح المعنوية للمتقاعدة العسكرية من خلال التواصل الإجتماعي وعقد الدورات والمؤتمرات والندوات والمحاضرات العلمية والثقافية والصحية لمواكبة التطورات العالمية وكذلك إقامة مشروعات استثمارية بما يعود بالنفع المادي للمتقاعدة والاسهام في تشغيل الأيدي العاملة من المتقاعدات والإستفادة من خبراتهن والمشاركة بجميع الفعاليات والإحتفالات الوطنية.
وتقوم الجمعية بتوزيع الملابس على الايتام وذوي الإحتياجات الخاصة وطرود الخير على المحتاجين في غالبية المحافظات وكذلك على المتقاعدات المحتاجات اضافة الى التبرع بقيمة ألف دينار للطالب الجامعي المتميز من أبناء المتقاعدات ممن يدرس الطب والتبرع كذلك للجنة المحاربين القدماء.
يشار الى ان هذه الجمعية التي تحمل شعار ( تواصل ، عطاء ، نماء ) اسستها , رائدات عسكريات , وكان عددهن 24 متقاعدة برئاسة فخرية لسمو الأميرة عائشة بنت الحسين ويبلغ عدد أعضائها حاليا 170 .
-- ( بترا )
ف م / ات
3/4/2012 - 11:33 ص