شباب وشابات من الطفيلة يتحدون ثقافة العيب ويكسرون احتكار العمالة الوافدة لبعض المهن (مصور)
الطفيلة 10 كانون الثاني (بترا)– تجاوز العديد من شباب وشابات محافظة الطفيلة ثقافة العيب والنظرة المجتمعية السلبية لمهن احتكرتها العمالة الوافدة لسنوات طويلة كالحلاقة والطوبار والخياطة والعمل في نتافات الدواجن والنظافة.
ورغم محدودية أعداد الملتحقين في المحافظة في هذه المهن إلا أن مختصين في العمل والتشغيل يرون أنه آن الأوان للتوجه نحو تغيير السلوكيات والتوعية تجاه المهنة، من خلال حملات التوعية المجتمعية بسبب تزايد شريحة العاطلين عن العمل وانتظارهم الطويل للعمل في الوظائف الحكومية المحدودة.
ووصلت نسبة البطالة بين الشباب الى نحو 17 بالمائة من اجمالي حجم القوى العاملة في الطفيلة مقابل حوالي 1555 عاملا وافدا يعملون في مختلف.
وقال صهيب الصقرات ويعمل حلاقاً لقد احتلت العمالة الوافدة مهنة الحلاقة لسنوات عديدة على حساب ابناء الطفيلة العاطلين عن العمل والذين كانوا ينظرون الى هذه المهنة نظرة دونية مقارنة مع المهن الاخرى، مشيرا الى انه تدرب مع مجموعة من شباب الطفيلة على مهنة الحلاقة لمدة ستة شهور ضمن مشروع دعم التدريب والتشغيل الوطني بالتعاون مع احدى اكاديميات الحلاقة حتى تمكن عدد من المتدربين من الانخراط في سوق الحلاقة الذي رفع مستوانا الاقتصادي والمهني.
وقال محمد الفراهيد ان العمل في نتافات الدواجن كان حكرا على العمالة الوافدة التي توسعت حد تضمين مزارع الدواجن، مشيرا الى انه انخرط في هذا المجال من العمل وتمكن من تأمين مصدررزق له وتخطي نظرة المجتمع نحو هذه المهنة.
أما مروان الشوابكة ويعمل في مهنة القصارة والدهان مع زميله خالد البدارين فقال ان مهنة الدهان والقصارة تعاني من نقص في العمالة المحلية مقابل تزايد العمالة الوافدة، مشيرا الى ان المشكلة الرئيسية التي يعاني منها عمال الانشاءات في الطفيلة هي منافسة العمالة الوافدة لهم في الاجور وحرمانهم من العطاءات الحكومية الصغيرة التي ترسو على المتعهدين الذين يفضلون تشغيل العمال الوافدين غير المتمكنين في مهنهم.
وقال عدد من عمال النظافة في بلدية الطفيلة فضلوا عدم ذكر أسمائهم ان العمل في النظافة ليس عيبا بل عمل يوازي اي مهنة اخرى حيث اننا نحصل على رواتب مجزية من البلدية وبساعات عمل اقل، مؤكدا ان واجبنا تجاه البيئة ونظافتها هو واجب وطني يتعدى نظرة المجتمع وثقافة العيب ويكفي أنهم يحملون تسمية "عامل وطن".
من جهتهم يشير عدد من العمال الوافدين الى أن غلاء المعيشة وارتفاع رسوم التصاريح واشتراط الالتزام بالضمان الاجتماعي جعلت من عملهم في مختلف القطاعات في الطفيلة وخاصة الانشاءات غير مجد وبدأت نسبة كبيرة منهم بالعودة إلى وطنهم بدليل تراجع حجم عمالتهم في العام 2009 الى نحو 5000 عامل.
وبين مدير عمل الطفيلة جمال الضروس ان البطالة في الطفيلة هي بطالة سلوكية نتيجة عزوف الباحثين عن العمل للعمل في المهن التي تشغلها العمالة الوافدة والتي تتنوع بين المهن الحرفية والانشاءات خاصة الطوبار وقطاع الكسارات وغيرها.
ولفت الى ان مديرية العمل تقوم وبشكل دوري بالاعلان عن المهن المتوفرة في السوق المحلي غير ان الاقبال من قبل الباحثين عن العمل ما يزال دون المتوسط خاصة بين حملة الشهادات العلمية الذين يبحثون عن الوظيفة في الدوائر الرسمية، لافتا الى أن نقص المشروعات الاستثمارية والآفاق التشغيلية أدت إلى زيادة أعداد العاطلين عن العمل .
ودعا الضروس قطاع الشباب الى التوجه للدورات التدريبية المتخصصة في مجالات الخدمات والإنشاءات والصيانة للحصول على فرص عمل متاحة في سوق العمل وكذلك التقدم الى الشركة الوطنية للتدريب لشمولهم بالدورات والخبرات والمهن التي يتطلبها سوق العمل.
من جانب آخر ثمن مواطنون في الطفيلة توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته للطفيلة اخيرا بتجنيد حوالي ألف باحث عن العمل في الدرك والأجهزة الأمنية ما سيسهم في الحد من البطالة بين صفوف العاطلين عن العمل.
كما ثمنوا إعادة تشغيل مصنع الألبسة الجاهزة الذي يشغل نحو 350 فتاة من بنات الطفيلة سيما وان نسبة البطالة بين صفوف الإناث تجاوزت 33 بالمئة وفق أرقام رسمية.
يشار الى ان الطفيلة وحسب آخر الاحصاءات تحوي نحو 61 محلا لبيع الدواجن (نتافات) تشغل حوالي 58 وافدا، مقابل ثلاثة محلات يعمل بها عمال محليون، فيما يسيطر الوافدون تماما على مهن عامل محطة وقود ومزارع الدواجن والإنشاءات كالكسارات والدهان والبلاط وغيرها.
--(بترا)
س م/اح /س ق
10/1/2012 - 01:35 م