الزرقاء 9 تشرين الأول (بترا)- افتتح وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عزمي محافظة، المؤتمر الطبي الدولي الثاني لكلية الطب في الجامعة الهاشمية، الذي عقد بالتعاون مع مستشفى الأمير حمزة، بعنوان "تحوّل الرعاية الصحية والتعليم الطبي: تكامل الطب الشخصي والذكاء الاصطناعي"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والأطباء والباحثين وصناع القرار من القطاعين العام والخاص من داخل الأردن وخارجه إضافة إلى مشاركة نوعية لطلبة كلية الطب في الجامعة.
وحضر حفل الافتتاح رئيس لجنة الصحة والبيئة والسكان في مجلس الأعيان/ رئيس مجلس أمناء الجامعة الهاشمية الدكتور ياسين الحسبان، والرئيس التنفيذي والمدير العام لمركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور، وعدد من عمداء الكليات الصحية في الجامعة والجامعات الأردنية والأكاديميين والأطباء وطلبة الكلية. وألقى رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور خالد الحياري كلمة أكد فيها حرص الجامعة على الارتقاء بجودة التعليم والتدريب في الكليات الصحية نحو مستويات أكثر تميزا وابتكارا، مشيرا إلى أن الجامعة تسعى لبناء منظومة طبية تعليمية متكاملة تعتمد على التعليم السريري العملي، واستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمحاكاة، وتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بما يضمن انتقالا سلما ومتميزاً للطلبة إلى التدريب السريري في المستشفيات والمراكز الصحية بكفاءة واقتدار.
وبين أن هذا المؤتمر يأتي تأكيدًا لدور الجامعة الريادي في تطوير التعليم الطبي في الأردن، وتوفير بيئة تدريبية متقدمة ترتكز على توظيف أحدث التقنيات الرقمية بما يحقق تكاملًا فعليًا بين المؤسسات الصحية والأكاديمية.
وذكر الدكتور الحياري أن الجامعة دمجت مساقات الذكاء الاصطناعي والمعلوماتية الصحية في مختلف خطط الكليات الصحية، لإيجاد بيئة تدريبية متقدمة، كما أشار إلى أن الجامعة تنتهج تعليما تكامليا مشتركا يجمع طلبة الكليات الصحية منذ سنواتهم الأولى لتشكيل فرق عمل قادرة على التعاون المهني الفعال.
ولفت إلى أن الكليات الصحية في الجامعة حققت إنجازات مرموقة، إذ حصلت كلية الطب على اعتمادات عالمية متميزة، فيما نالت كلية التمريض الاعتماد النوعي الدولي ACEN ، وكذلك الاعتماد الدولي لتخصصات في كلية العلوم الطبية التطبيقية، وتواصل كلية الصيدلة جهودها للحصول على اعتماد مجلس الاعتماد الأمريكي للتعليم الصيدلاني ACPE كما أكد أن الجامعة تعمل على ربط التعليم بالمسؤولية المجتمعية والجهود التنموية في خدمة المجتمع توعية ووقاية وعلاجا وتدريبا.
من جانبه، قال عميد كلية الطب/ رئيس المؤتمر الدكتور محمد القضاة، إن هذا المؤتمر يأتي ضمن خطة طويلة المدى في الجامعة لتحديث التعليم والتدريب الطبي وإدخال أحدث التقنيات إلى البرامج التعليمية لمواكبة مفاهيم وممارسات طب المستقبل، مؤكدا أن كلية الطب في الجامعة تشهد تحديثا مستمرا في الخطط والبرامج وتعزيز المهارات والأساليب والتقنيات وتتابع الرؤى المستقبلية للتعليم الطبي في ظل التطورات التقنية المتسارعة. وأضاف لقد قطعنا شوطا في التعليم المشترك والطب المتداخل بين التخصصات الصحية في الجامعة، وتطوير مهارات المدربين السريريين وغيرها من التحديثات.
كما تحدث عن أهمية إدخال مفاهيم الطب الشخصي أو الدقيق في الخطط الدراسية الذي يقوم على دراسة الخصائص الوراثية لكل مريض حيث بات يشكل مع الذكاء الاصطناعي منظومة متكاملة تعيد تعريف الممارسة الطبية الحديثة، عبر تسريع التشخيص، وتحسين دقته، وتقليل الأخطاء البشرية.
وأكد الدكتور منصور، المتحدث الرئيسي في المؤتمر في محاضرته حول "رعاية مرضى السرطان الشخصية ومستقبل الطب الدقيق" أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أصبحا ركيزتين أساسيتين في الطب الحديث من خلال التحليلات التنبؤية وتحسين جودة الصور الإشعاعية ودقة التشخيص، مبينًا أن تقنيات الأشعة تمثل اليوم صميم الطب الشخصي وأن التكامل بين المختبر، والأشعة، والبيانات السريرية بات ضرورياً لتحقيق الرعاية المثلى لمرضى السرطان في المستقبل.
وبين أن الطب الشخصي والذكاء الاصطناعي يشكلان ثورة حقيقية في مجال الرعاية الصحية والتعليم الطبي، إذ يسهمان في تحويل منهجيات التشخيص والعلاج إلى ممارسات دقيقة ومتكاملة تراعي الخصائص الفردية لكل مريض، وتفتح آفاقاً جديدة لتطوير استراتيجيات علاجية أكثر فاعلية وأقل ضرراً.
وبيّن رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور أمجد الطريقي، أن الجامعة حرصت على تضمين محاور وفعاليات عصرية للمؤتمر تناقش أحدث المستجدات العلمية والممارسات العالمية في الطب الشخصي والعلاجات المخصصة لكل مريض، واستراتيجيات تحسين الرعاية الصحية الفردية، والذكاء الاصطناعي في الطب وتحليل البيانات الضخمة لتحسين التشخيص والقرارات العلاجية، وكذلك تقنيات المحاكاة السريرية والرقمية لتعزيز كفاءة الطلبة في التعامل مع الحالات الطبية المعقدة، والبحث العلمي التطبيقي من خلال تطوير مشاريع بحثية تطبيقية تربط النظرية بالممارسة السريرية.
وأضاف أن المؤتمر شمل مجموعة من الجلسات والمحاضرات العلمية التي ألقاها أكاديميون وخبراء محليون ودوليون إذ شمل المؤتمر (30) محاضرة و(40) مشاركة بحثية (ملصقات) متعددة شملت الذكاء الاصطناعي والابتكار في الرعاية الصحية، والطب الشخصي، كما تضمن المؤتمر عقد جلسات حوارية ومحاضرات وعدة ورش عمل تطبيقية متخصصة. وأشار إلى أن المؤتمر معتمد من المجلس الطبي الأردني للحصول على ساعات التعليم الطبي المستمر لتعزيز المهارات العملية والمعرفية، ومواكبة أحدث المستجدات الطبية.
وشاركت في فعاليات المؤتمر، مجموعة الاهتمام الطلابية التي تعد مبادرة من كلية الطب في الجامعة الهاشمية مؤلفة من 18 فريقا طلابيا تناولوا جانب من الطب الشخصي والذكاء الاصطناعي، مقدمين أفكارا مبتكرة وتجارب تفاعلية.
واختتمت فعاليات حفل الافتتاح، بتكريم الداعمين والرعاة والمتحدثين الرئيسيين والجهات المشاركة، تقديراً لجهودهم في إنجاح أعمال المؤتمر الذي يعكس التزام الجامعة الهاشمية في تحديث التعليم الطبي في الأردن والمنطقة، وتوفير بيئة تعليمية متقدمة قائمة على الابتكار، والتكامل الأكاديمي والبحث العلمي التطبيقي، والارتباط الوثيق بالمجتمع المحلي.
وتتضمن فعاليات المؤتمر عددا من الجلسات والمحاضرات وورش العمل المتخصصة في بيئة تدريبية متقدمة تهدف إلى تأهيل الطلبة والأطباء على أحدث التقنيات للارتقاء بالمنظومة الصحية الوطنية.
--(بترا) ن ش/رق
