الأردن وتونس يبحثان تدعيم علاقاتهما الاقتصادية
عمان26 كانون الثاني (بترا)- اتفق القطاعان التجاري الأردني والتونسي على توسيع آفاق التعاون الثنائي وتطوير علاقات شراكة مميزة تستفيد من الفرص الاقتصادية الوفيرة لدى البلدين.
وشكل لقاء نظمته اليوم الخميس غرفة تجارة عمان في مقر الغرفة لوفد اقتصادي تونسي تقوده غرفة التجارة والصناعة للوسط- سوسة مجالا كبيرا لعقد لقاءات ثنائية بين شركات البلدين بقطاعات التجارة والخدمات للوصول إلى تفاهمات مستقبلية تنقل حركة التبادل التجاري المشترك إلى مستويات أعلى تدعمه وجود اتفاقيات ثنائية ومتعددة تؤطر ذلك.
ويأمل الجانبان ان يشكل اللقاء صفحة ونافذة للتعرف على إمكانات وفرص الاستثمار والمشروعات المجدية في البلدين لإقامة شراكات تجارية وصناعية وخدمية تعود بالنفع عليهما بخاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية التي توصف بالصعبة والضاغطة بفعل تراجع معدلات النمو الاقتصادي.
وبالرغم من عمق العلاقات التي تجمع البلدين بمختلف المجالات ألا أن تبادلاتهما التجارية ما زالت اقل من الطموحات حيث لم تزد صادرات المملكة إلى السوق التونسي عن 13 مليون دينار خلال 11 شهرا من العام الماضي مقابل 6 ملايين دينار مستوردات.
ووقعت الغرفتان اتفاقية تعاون بهدف تبادل الزيارات والوفود والمعلومات التجارية والقوانين الاقتصادية والاستثمارية والاستشارات القانونية وتفعيل التبادل التجاري والخدماتي وتنظيم المعارض المتخصصة واستكشاف القطاعات الواعدة ذات الاهتمام المشترك وتنظيم الندوات المشتركة.
وتهدف الاتفاقية التي وقعها رئيس غرفة تجارة عمان العين رياض الصيفي ورئيس غرفة التجارة والصناعة للوسط-سوسة نجيب الملولي، إلى تقديم الإيضاحات والإجراءات المتعلقة بالاستيراد والتصدير والاستثمار وبحث أنشاء وإقامة المشروعات والشركات المشتركة والعمل على حل الخلافات التجارية التي قد تنشأ بين الطرفين بالطرق الودية أو التحكيم.
ووصف العين الصيفي العلاقات الأردنية التونسية بالتاريخية مؤكدا أن لقاء اليوم يشكل خطوة لزيادة حجم التجارة والاستثمار بين البلدين مشيرا إلى أن القطاع الخاص الأردني يبذل كل ما بوسعه للإسهام في تنشيط الاقتصاد محليا وفي بناء جسور التعاون مع الأصدقاء والأشقاء في تونس لتحقيق المصالح المشتركة.
وأشار إلى أن المملكة وضعت اطرا للتعاون الاقتصادي مع مختلف دول العالم من خلال الانضمام للاتفاقيات الثنائية والإقليمية والدولية التي تدعم توجهات القطاع الخاص نحو بناء العلاقات المتينة مع مؤسسات وهيئات القطاع الخاص في تلك الدول باعتبار ان القطاع الخاص يعد محركا رئيسا للأنشطة الاقتصادية من تجارة وصناعة وزارعة وسياحة.
وأشار الصيفي إلى الاتفاقيات التي تربط البلدين ومنها اتفاقية أغادير التي تتيح التبادل التجاري الحر وتساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بينهما بالإضافة إلى الاتفاقيات الثنائية بين غرف التجارة الأردنية ونظيراتها التونسية التي من شأنها تفعيل العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التجارة وتبادل المشروعات الاستثمارية المشتركة.
من جانبه أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة للوسط-سوسه نجيب الملولي أن القطاع التجاري التونسي حريص على تدعيم وتفغيل علاقات التعاون الاقتصادي من نظيره الأردني ،مبينا ان زيارة المملكة هي الأولى التي تنظمها الغرفة للخارج بعد ثورة الحرية والكرامة التي شهدتها بلاده.
وقال الملولي ان الزيارة تمثل فرصة مهمة لتوطيد وتوسيع آفاق التعاون الثنائي عبر أقامة مشروعات مشتركة بين رجال الأعمال من البلدين وتعزيز التبادل التجاري لما فيه مصلحة البلدين وتطلعاتهم المشتركة.
وأضاف ان تونس باتت بعد التغييرات السياسية الجديدة مؤهلة أكثر لاستضافة الاستثمار الأجنبي في ظل الديمقراطية والشفافية والاستقرار بالإضافة إلى كونها بوابة على فضاء اقتصادي وسوق كبيرة تضم البلدان الإفريقية والمغاربية تضم ما يقارب 450 مليون مستهلك.
وعرض الملولي للوضع الاقتصادي ومجالات الاستثمار بمنطقة وسط بلاده التابعة للغرفة وتضم ولايات سوسه والمنستير والقيروان والمهدية وتمثل حوالي 8 بالمئة من مساحة تونس الكلية و20 بالمئة من أجمالي عدد سكان بلاده ،مشيرا انها تعتبر وجهة سياحية فريدة استقطبت عام 2010 حوالي مليوني سائح منهم 800 الف سائح عربي.
وأشار إلى ان منطقة سوسه تمتاز بتنوع اقتصادها بين الصناعي والزراعي والتجاري والخدمي والحرفي ووفرت بنية تحتية متكاملة للمستثمرين لتسهيل أعمالهم وتعتبر قطب صناعة مهم لصناعة النسيج والجلود والصناعات الغذائية والكهربائية والكيميائية.
بدوره شدد السفير التونسي لدى المملكة عبد المجيد الفرشيشي على ضرورة تكاتف الجهود لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين لتوفر إرادة سياسية قوية تدعم ذلك واطر قانونية سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الاطراف كاتفاقيات أغادير والتجارة الحرة العربية الكبرى والشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وقال الفرشيشي أن الحكومة الجديدة في بلاده حريصة على تعزيز علاقات تونس مع العالم الخارجي خصوصا الدول العربية ،داعيا القطاع الخاص في البلدين لبناء علاقات شراكة واعدة تنعكس على مصالح الشعبين الشقيقين.
--(بترا)
س ص /ض ز/هـ
26/1/2012 - 02:30 م