مادبا 28 تشرين الأول (بترا) ثمَّن وزير الثقافة، مصطفى الرواشدة، دور الجامعة الألمانية الأردنية في ترميم عدد من المباني القديمة في جبل عمان، ومنها مدرسة العبدلية، التي تُعد من أوائل المدارس في العاصمة، وأُنشئت عام 1934، وتخرّج منها شخصيات أردنية أسهمت في بناء الوطن ونهضته.

وقال الرواشدة، خلال زيارته اليوم الثلاثاء، حرم الجامعة الألمانية الأردنية في جبل عمان ومدرسة العبدلية الأساسية التي تحتضنها الجامعة، برفقة عدد من أعضاء مجلس إدارة صندوق دعم الحركة الثقافية والفنية، "نقدر جهود الجامعة في الحفاظ على المعمار العماني من خلال صيانته وترميمه"، مؤكدًا "أهمية التعريف بأنماطه المعمارية والهندسية وتاريخه ومرجعياته الثقافية، وارتباطه بالشخصيات التي عاشت فيه".

وبين الرواشدة أن وزارة الثقافة بادرت ضمن خريطة الاهتمام بترميم المباني القديمة، إلى التعاون مع المجتمع المحلي، والتشاركية مع عدد من الوزارات، ومنها السياحة إلى الإفادة من المباني التراثية بعد ترميمها في تنظيم النشاطات الثقافية ومعارض الكتب واللوحات الفنية، وجرى ترميم عشرات البيوت القديمة في السلط بمبادرة من أصحابها، وكذلك بيت النابلسي في إربد بشراكة وزارة السياحة، وبيت علي الكايد العتوم في جرش.

وأضاف أننا ننظر إلى الثقافة بوصفها ملفا اجتماعيا، وإن كانت وزارة الثقافة تحمل ملف برامجها ونشاطاتها، ولكنها تؤمن أن الثقافة هي مسؤولية المجتمع والإعلام والمؤسسات الأكاديمية، وهي وسيلة للتنمية المستدامة وجزء من التحديث الاقتصادي.

وأضح أن من أهم مشاريع الوزارة العناية بالتراث المادي وغير المادي، فقد دشنت الوزارة عددا من المنصات الإلكترونية، ومنها منصة (تراثي) التي تعنى بأرشفة الوثائق الأردنية، كما عنيت بتدوين "الرواية الوطنية الأردنية .. حكاية الإنسان والمكان"، لكل محافظة من خلال مداخل المراكز الثقافية في عجلون، والكرك، وسيتم استكمال المشروع في كل المحافظات، وكذلك تدوين السردية الوطنية/ الرواية الأردنية لمجمل تاريخ الأردن منذ العصور القديمة، بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين والتي ستنطلق نهاية تشرين الثاني.

من جهته، أوضح رئيس الجامعة الألمانية الأردنية، الدكتور علاء الدين الحلحولي، أن الجامعة تسعى إلى إعداد جيل واعٍ ومثقف ومؤهل بمهارات متعددة ولغات متنوعة، قادر على تمثيل وطنه بصورة مشرّفة، ونقل ثقافته إلى العالم بروح الانفتاح والتبادل المعرفي.

وأضاف أن الجامعة تواصل جهودها في خدمة المجتمع المحلي وصون الموروث الثقافي والمعماري من خلال مبادراتها المتنوعة التي تجمع بين البعد الأكاديمي والمسؤولية المجتمعية.

وقدّم الدكتور محمد ياغان من الجامعة الألمانية عرضًا حول دور الجامعة في الحفاظ على التراث المعماري لمباني مدينة عمان، ومشاريعها في توظيف هذه المباني لخدمة العملية التعليمية والثقافية.

وتضمّن برنامج الزيارة جولة في مختبرات الحاسوب ومكتبة المدرسة، إضافة إلى زيارة دارة عثمان بدير ودارة إبراهيم هاشم، وقدم القائمون عليهما شرحا حول أعمال الترميم والتأهيل التي نفذتها الجامعة للحفاظ على الطابع التاريخي والمعماري للمكان، فيما اطّلع الوفد على مشاريع طلبة الكلية لتصميم شعار للصندوق.

--(بترا) ج ب/أز/ هـ ح