عمان 9 كانون الثاني (بترا)-عقدت في مجلس النواب اليوم جلسة مباحثات رسمية بين مجلس النواب الأردني ومجلس الشورى السعودي ترأسها عن الجانب الأردني رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي وعن الجانب السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في جميع المجالات وبخاصة البرلمانية والاقتصادية والثقافية والتعليمية الصحية خدمة للشعبين الشقيقين.
وأكد الدغمي على اعتزاز الأردن بمستوى العلاقات المتطورة بين البلدين الشقيقين، وهي علاقات راسخة أكدت وباستمرار، على وحدة الهدف والمصير، وعلى الرؤية المشتركة بين البلدين والشعبين إزاء مختلف قضايا الأمة، والدفاع عن حقوقها وعن مقدساتها، ولقد جسّد الأردنيون والسعوديون ذلك على أرض الواقع، تضحيات واستشهاداً في سبيل الدفاع عن هذه الحقوق، وكان الأردن دوماً النصير والسند للسعودية الشقيقة، مثلما كانت السعودية النصير والسند للأردن كذلك.
وقال إن أكثر ما يميز علاقات التواصل والتعاون بين البلدين الشقيقين هو ذلك المنهج الوسطي السياسي المتسم بالاعتدال والواقعية والتسامح، وهو منهج أكسب البلدين احترام العالم وتقديره، ووفر لهما مكانة متميزة في المحافل الدولية والإقليمية والعربية كافة.
وأضاف انه انسجاماً مع هذه الخصوصيات المتميزة للاستراتيجيات السياسية الأردنية والسعودية، فقد قدم البلدان عبر العقود وما زالا، الكثير الكثير من الجهود والتضحيات في خدمة قضايا الأمة، وبالذات القضية الفلسطينية، إذ لا مناص من حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً ودائماً وشاملاً وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، وحتمية حل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار الدولي رقم (194) (العودة والتعويض) وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الشامل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفق القرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن.
ولفت رئيس مجلس النواب إلى إن دور البلدين الشقيقين طليعي ومتميز وكبير في الدفاع عن عظمة الإسلام وسماحته، في مواجهة ما يتعرض له من محاولات الإساءة والتشكيك، كما أن دورهما طليعي في التأكيد على الأمن والسلم الدوليين، ونبذ العنف والإرهاب مع التفريق بين الإرهاب وحق الشعوب في المطالبة باسترداد حقوقها السليبة.
وأكد الدغمي إن الأسرة الدولية كافة، تنظر لبلدينا الشقيقين نظرة احترام وتقدير لدورهما المخلص والأصيل في العمل على إرساء أسس العدل والحرية والتسامح والديمقراطية الشورية وبناء أنموذج حضاري متطور من دولة المؤسسات والقانون، فنحن وإياكم عضوان فاعلان في إطار منظومة العديد من المؤسسات البرلمانية العربية والإقليمية والدولية.
وبين الدغمي أن مجلس النواب يدعم بقوة المنهج السياسي لجلالة الملك عبدالله الثاني في الوقوف مع المملكة العربية السعودية الشقيقة حيال مختلف القضايا التي تواجهها إيمانا من جلالته بان البلدين الشقيقين في مركب واحد فاستقرار بلادكم وأمنها هو استقرار وامن لبلادنا ورخاء وازدهار بلادكم وشعبكم الشقيق هو بالضرورة رخاء لشعبنا وازدهار لبلادنا.
وأضاف "من هنا فإننا نؤكد شكرنا وتقديرنا لمواقفكم الأخوية الداعمة للأردن في شتى المجالات، مثلما نؤكد أن ما بيننا من وشائج القربى وعلاقات الأخوة والتواصل بتوجيه ورعاية جلالة الملك عبدالله الثاني أيده الله ورعاه، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز أيده الله ورعاه، أسمى وأكبر من أن يقف عند حد أو أن تعتريه شائبة لا سمح الله".
وقال رئيس مجلس النواب : اننا في الأردن نؤمن كما أنتم حتما بان بناء شبكة من العلاقات الاقتصادية وإقامة علاقات تعاون اقتصادية وتقنية وعلمية وثقافية واستغلال الطاقات والخبرات العلمية والفنية والتقنية هو السبيل الأنجع والأمثل في عالمنا اليوم لبناء علاقات متميزة ومتطورة في شتى المجالات، وبناء على ذلك فإننا نتطلع إلى أن نمارس كبرلمانيين أردنيين وسعوديين، دوراً مشجعاً ومحفزاً وضاغطاً لحكومتي بلدينا لتعزيز وتشجيع التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والثقافي والتقني والسياحي والتعليمي والصحي، وفي سائر المجالات خدمة لمصالح شعبينا الشقيقين.
وبين الدغمي أن الأردن وفر وبتوجيه مباشر واهتمام خاص من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني، بيئة استثمارية مناسبة وجاذبة بحيث تقدم للمستثمر تسهيلات وحوافز من إعفاءات ضريبية وجمركية وامتلاك للأسهم والعقارات وغيره بهدف استقطاب الاستثمارات ضمن مقومات إدارية متطورة وظروف وأجواء آمنة ومستقرة. وعليه فان الأمل يحدونا أن يستفيد أشقاؤنا السعوديون من هذه التسهيلات وهذه الأجواء خاصة وان هناك العديد من البرتوكولات ومذكرات التفاهم الموقعة بين بلدينا الشقيقين، إلا أن بعضها غير مفعّل كما يبدو، ونؤكد لكم إننا سنعمل من جانبنا نحن النواب على حث وتشجيع حكومة بلدنا من اجل تفعيلها، وإننا على ثقة بأنكم لن تترددون في تشجيع الحكومة في بلادكم الشقيقة للهدف ذاته، خاصة ونحن نلمس أن هناك حاجة لتفعيل التعاون الاقتصادي والثقافي والصحي والتبادل التجاري وسائر المجالات وبما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.
وأضاف ان لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية - السعودية تتحمل مسؤوليات خاصة في العمل على توطيد العلاقات سواء أكان ذلك بين البرلمانيين بصفتهم الشخصية أو بين المؤسستين البرلمانيتين، ومن المؤكد أن دور اللجنتين الأردنية والسعودية مميز ويمكن أن يلعب دورا جيدا في هذا المجال.
وأكد الدغمي أن الأردن يمضي قدما في المسيرة الإصلاحية الشاملة، وهي مسيرة ينفذها الأردن برعاية وتوجيه مباشرين من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يؤمن إيمانا مطلقا بالإصلاح والحرية والعدل، ويعتبر هذه المسيرة خيارا أردنيا بحتا، وصناعة أردنية خالصة، سبقت الربيع العربي بسنوات، فمنذ اعتلى جلالته العرش نادى بالإصلاحات الشاملة بعيدا عن أية شروط أو املاءات خارجية، لبناء أنموذج ديمقراطي حديث متطور.
من جانبه أكد رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ على عمق العلاقات الأردنية السعودية وتميزها وقال أنها متينة ومبنية على أسس قوية لاعتمادها على نفس العادات واللغة والدين والجوهر،مؤكدا أن مظلة البلدين في هذه العلاقات هي قيادة البلدين الشقيقين جلالة الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبد العزيز حفظهما الله.
وأكد أن السعودية تنظر للأردن نظرة خاصة وأن القيادة الحكيمة في السعودية معنية ومهتمة بإدامة وتنمية علاقاتها مع الأردن ، مشددا على ضرورة الالتحام والتقارب لمواجهة التحديات التي تواجه بلدينا الشقيقين.
وأشاد رئيس مجلس الشورى بلجنة الإخوة البرلمانية الأردنية السعودية وبالدور الذي تضطلع به في تنمية وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لا سيما في المجالات البرلمانية .
ووجه آل الشيخ الدعوة للدغمي لزيارة السعودية على رأس وفد برلماني .
وفي نهاية الجلسة دار حوار موسع شارك فيه أعضاء الوفد السعودي الضيف والنواب تركز حول العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة والعديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
--(بترا)
أس/س ق


9/1/2012 - 03:30 م