عمان 13 تشرين الأول (بترا)- أكد مشاركون في مؤتمر دولي عُقد اليوم الاثنين في عمان، أهمية الدور الذي يؤديه المسيحيون في الأردن والشرق الأوسط في ترسيخ قيم المواطنة والعيش المشترك، في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، مشيرين الى جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في ترسيخ السلام العادل، خاصة تجاه القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي نظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور، برعاية نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور رجائي المعشر، تحت عنوان: "المسيحيون في الأردن والشرق الأوسط: دورهم في ظل الإصلاحات الداخلية والصراعات الإقليمية".
وقال مدير عام المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر، إن المؤتمر يواصل سلسلة لقاءات مشتركة مع مؤسسة كونراد أديناور بدأت عام 2015 في إيطاليا، وتهدف إلى إبراز الحضور المسيحي العربي ودوره البنّاء في المنطقة.
وأشار الى التجربة الأردنية التي تشكل نموذجا في احترام المكونات الدينية، لافتا إلى أن الحضور المسيحي في الأردن فاعل ومثمر في مختلف المجالات.
ودعا بدر إلى أن يبقى الدين رسالة محبة وسلام، مشيدا بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في ترسيخ السلام العادل، خاصة تجاه القضية الفلسطينية.
وأعرب الممثل المقيم لمؤسسة كونراد أديناور الدكتور إدموند راتكا، عن اعتزازه بالمشاركة في تنظيم المؤتمر الذي يختتم به 5 سنوات من عمله في الأردن، مؤكدا أن المؤسسة تعمل على بناء جسور الحوار في زمن تتزايد فيه الانقسامات.
وأشاد راتكا بدور جلالة الملك عبدالله الثاني واصفاً إياه بـ "صوت السلام في المنطقة والعالم"، مشيراً إلى إسهامات المسيحيين العرب في خدمة الإنسانية.
وألقى الأرشمندريت فنيدكتوس كيال كلمة باسم المطران خريستوفوروس عطالله رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في الأردن، أكد فيها أن المؤتمر يأتي في مرحلة تسعى فيها المجتمعات العربية إلى تعزيز مفاهيم المواطنة والعدالة والمساواة، داعياً إلى توطيد الروابط بين المسيحيين في الشرق وإخوتهم حول العالم لتعزيز التضامن والعيش المشترك.
وشارك في الجلسة الأولى التي حملت عنوان "المسيحيون في الأردن: مثال للعيش المشترك والوحدة الوطنية والمواطنة"، القاضية كرستين فضول، ومدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، وأدارتها الصحفية رنا صويص.
وأكد المعشر خلال الجلسة أن العرب المسيحيين شاركوا في تأسيس الدولة العربية والإسلامية والحضارة الإنسانية، وفي الدفاع عن الوجود العربي، وساهموا في النهضة الحديثة، مشيراً إلى أن مصير المسيحيين مرتبط بمصير إخوتهم المسلمين في إطار العروبة الجامعة.
وأشار الى رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في "رسالة عمان" والأوراق النقاشية التي أرست مبادئ المواطنة الحقة واحترام التنوع، مؤكدا أهمية دور المسيحيين العرب في تفعيل الشراكة الإسلامية المسيحية، وإحياء التراث التنويري العربي الذي شاركوا في صياغته.
وشهدت الجلسات اللاحقة مداخلات من رجال دين وأكاديميين من سوريا ولبنان والعراق، تناولت قضايا المواطنة والإيمان والحوار الدولي.
--(بترا) ع ع/ ع ط
