الملك يبارك إنشاء وقفيتين لدراسة فكر الإمامين الغزالي والرازي...إضافة2 وأخيرة
وفي تصريحات للتلفزيون الأردني ووكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد البوطي ان استحداث كرسي باسم علم من أعلام الإسلام في التاريخ الغابر والسلف الصالح تمتاز قيمته بان الشيء الذائع الآن ان الأقدار العلمية الموجودة في الجامعات العربية والإسلامية تعنون بعناوين العلوم، وهذه العناوين مفتوحة للتلاعب والتغيير حتى وان كان العنوان ثابتا لكن الأفكار التي تندرج تحته تتبدل وتتغير، بينما الكرسي الذي يستحدث باسم عالم من العلماء كالإمام الغزالي لا يمكن إلا ان يكون هذا الكرسي حصنا لأفكاره ولمبادئه.
وأضاف فضيلة الشيخ البوطي ان ميزة هذا الكرسي كبيرة جدا و"أنا أرى ان من الواجب على مديري الجامعات العربية والإسلامية بل على الدول العربية والإسلامية ان تصطفي من أئمة العالم الإسلامي الغابرين وتستحدث كراسي بأسمائهم لتكون أفكارهم محصنة بأسمائهم".
من جهته، قال سماحة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية ان هذا الحدث يوجد فيه ثلاثة عناصر الأول هو فكرة إحياء الأوقاف التي بنت الحضارة الإسلامية واهتمت عبر التاريخ بالعلم وبالصحة والبحث العلمي والتكافل الاجتماعي والأمن الداخلي، مثلما بنت الفنون والآداب في الحضارة الإسلامية..الحضارة الإنسانية.
وأضاف سماحة الشيخ جمعة ان العنصر الثاني هو ان هذا الوقف يتعلق بأشخاص كبار كالإمام الغزالي والإمام الرازي وهما من المجددين، فيما يتضمن العنصر الثالث بوقفية الإمام الغزالي التي اهتمت بمنهج إنساني ركزت على هذه الشخصية وبرنامجه النهضوي التجديدي..الإمام الغزالي يريد أمرين الأول استقامة الفكر والثاني منظومة القيم، وألف كتبه على هذين الأساسين، فجاء الإمام الرازي وأضاف إلى هذا اللغة لان الفكر واللغة وجهان لعملة لواحدة، فأصبح عندنا الفكر واللغة ومنظومة القيم المستمرة وبذلك نستطيع ان نواجه العالمين ونستخلص مناهج هؤلاء الناس.
وأوضح ان هذه الوقفية تعد نقلة حضارية، لا سيما في عنصرها المكاني وهو ان الإمام الغزالي صاحب الرسالة المقدسية، يدرس بالقدس عروس عروبتنا وراية حياتنا.. القدس التي لن نفرط فيها أبدا لأنها جزء لا يتجزأ من هويتنا، والإمام الرازي في مسجد الملك الحسين وهذا إحياء لهذه الأماكن وإحياء للأفكار.. "فنحن أمام إجراءات في الظاهر وقفية وفي الحقيقية قمة من قمم الحضارة".
من جهته، قال فضيلة الشيخ عمر بن محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية في اليمن ان هذه المناسبة الكريمة تعلقت بالإنسانية جمعاء بل بالكون لان شؤون المناهج التي تزكي نفس الإنسان وتجعله بهذه الحياة مدرك سر خلقه ووجوده ومتسابقا إلى منفعة الوجود من حوله وخدمة الكون بما فيه والإنسانية على وجه الخصوص من حيث كونها مميزة عن بقية أجناس الوجود.
وأضاف فضيلة الشيخ بن حفيظ ان هذه المناسبة التي نحضرها بالمملكة نسعد بها ونشكر الله على ان حقائق تجديد الخير بالعالم والأمة موجودة من ولادة نبي الله - صلى الله عليه وسلم- ، فكرسيي الإمامين الغزالي والرازي يشير إلى إدراك عميق لحاجة العالم لمثل هذا.. فإننا عند تحررنا من العصبيات بمختلف أجناسها نجد أننا أمام علمين من علماء الأمة خدما الإنسانية خدمة استفاد منها غير المسلمين وبعض كتبهم درست في جامعات غير المسلمين.
وأوضح انه عندما جاء التفكير في إحياء هذا التراث الكبير إنما أدركنا واجبات تواصل المسير في الحياة لإقامة المنهج على طريق قويم من شانه ان ينفع القاصي والداني.
وقال فضيلة الشيخ الحبيب الجفري ان من عظيم توفيق الله تعالي لأخي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وزاده توفيقا ان أكرم بتأسيس هذين الكرسيين ليحييا حدثا من الأمور التي نحن بحاجة اليوم إلى إحيائها..أولا مفهوم الوقف وارتباط هذا الوقف بالفكر وبالعلم .. لقد كثر فهم الناس للوقف منحصرا على بناء مسجد أو مستشفى وهو عظيم لكن الكلام عن الوقف للفكر وللعلم هذا أمر يحيا من جديد بمثل هذه المبادرة من جلالة الملك.
وأضاف فضيلة الشيخ الجفري الأمر الثاني انه ارتبط بجبلين عظيمين من جبال الفكر والعلم والتربية في الأمة .. حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله وهو الذي جمع بين علم الشريعة وعلم المعقول من علوم الآلة .. أيضا جمع بينها وبين علوم الفلسفة والنظر في مختلف أوجه النظر الذي في عصره فلم يترك شيئا يمكن ان يتعلم من قبل مسلم أو غير مسلم إلا وسعى إلى تعلمه ثم عاد على نفسه إلى داخله هو ليستخرج منها معنى الصدق والإخلاص وتجنب الهوى والميل المصالح الضيقة، كان من ثمراته نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي هذه ثمرة من ثمرات التربية والتزكية التي انتهض بها الإمام الغزالي.
وقال انه وفي مثل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة أكثر ما نفتقده حسن النظر والتأمل وبناء الأمور على معرفة حقيقية وارتباط تأهيل جيل مقبل من الأمة.. " فأن يقام في المسجد الأقصى بالقدس وبالأردن وهي الأرض التي أكرمها الله بالبركة هذه الوقفية مؤشر إلى ان هناك جيلا سينشئ لم يكن بعد ذلك خاضعا لأي مؤثرات تحول بينه وبين ان ينظر إلى الأمور كما هي فهو عمق في ربط تصرفه في الفكر بل كان الشيخ علي جمعه مفتي مصر يقول ان من سمات هذا العصر ان النشاط فيه يسبق الفكر وهنا تمهيد للتصحيح بان يكون الفكر مرتبط بالنشاط وقائدا للنشاط .
وبين ان ارتباط هذا الأمر بالمسجد الأقصى وإحياء التعليم فيه ويكون الإمام الغزالي يرجع مرة أخرى إلى المسجد الأقصى ونرى ذلك من خلال قطعة من الرخام يسجل فيها هذا الوقف الذي سيكون داخل المسجد باسم الملك عبدالله الثاني هذا معنى من جديد يحيا وينبعث قوامه العلم والتربية والفكر.
وحضر الحفل سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، وسمو الأمير راشد بن الحسن، ورئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال، وعدد من الوزراء والمسؤولين وعدد من كبار المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية.
--(بترا)
م ح/م ت/هـ ط
24/1/2012 - 06:35 م