"ميلاد المسيح".. رسالة إنسانية تعزز قيم السلام والتآخي
2025/12/24 | 14:44:28
عمان 24 كانون الأول (بترا) رانا النمرات- يحتفل المسيحيون في الأردن ومختلف أنحاء العالم بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، في مناسبة إنسانية تجسد معاني المحبة والسلام والتسامح، وتستحضر رسالة تدعو إلى صون الكرامة الإنسانية وتعزيز قيم العدل والتراحم بين البشر.
ومن بيت لحم، مهد الميلاد، تمتد أصداء هذه المناسبة إلى المدن والكنائس، فتتعالى الصلوات وترانيم الميلاد، في مشهد يعكس عمق التعايش الديني والانسجام الاجتماعي الذي يميز المنطقة، ويؤكد أن القيم المشتركة بين الأديان تشكل أساسا متينا لوحدة المجتمعات واستقرارها.
وبهذه المناسبة، أكد رجال دين مسيحيون، في أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الأردن يبرز نموذجا راسخا في التسامح والتعايش، انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ومبادرات المملكة المتواصلة لترسيخ ثقافة الحوار والوئام بين أتباع الأديان، بما يعكس رسالة عيد الميلاد بوصفها مناسبة للتآخي وخدمة الإنسان.
وقالوا إن عيد الميلاد يمثل رسالة إنسانية خالدة، تحمل معاني الأمل والرحمة وصون الكرامة الإنسانية، وتجدد الدعوة إلى السلام والتآخي والعيش المشترك بين أبناء المجتمع الواحد.
وأكد الرئيس السابق للاتحاد اللوثري، المطران منيب يونان، أن عيد ميلاد المسيح يأتي هذا العام في مرحلة تاريخية صعبة تتسم بالاحتلال والمعاناة، إلا أن هذه المناسبة تغرس في النفوس معاني الرجاء والمحبة والسلام، وتؤكد أن القيم الإنسانية العظيمة تنبع من التواضع والخدمة.
وأشار إلى أن المجتمعات العربية، خصوصا في فلسطين والأردن، تشكل نموذجا أصيلا في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، القائم على المحبة والأخوة والاحترام المتبادل، مؤكدا أن الانتماء الإنساني والوطني يعلو فوق أي اعتبار آخر.
وثمن يونان، مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني، في ترسيخ قيم التعايش والوئام بين أتباع الأديان، مشيرا إلى أن رسالة عمان، ومبادرة "كلمة سواء"، وأسبوع الوئام بين الأديان، تعكس دور الأردن الريادي، بقيادة جلالة الملك، في تعزيز ثقافة السلام والاحترام المتبادل.
وأكد أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تمثل ضمانة حقيقية للحفاظ على هوية المدينة المقدسة ونسيجها الديني والإنساني، وصون الفسيفساء التاريخية التي تجمع أبناءها على اختلاف معتقداتهم.
وختم بالتهنئة بمناسبة عيد الميلاد، داعيا إلى التمسك بالقيم الإنسانية النبيلة، ونشر السلام، وتعزيز العدل، بما يضمن للإنسان حياة كريمة يسودها الأمن والاستقرار.
من جهته، أكد راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور، القس أشرف خميس طنوس، أن ترنيمة "ليلة الميلاد" تجسد قيما إنسانية سامية، وتعكس معاني المحبة والسلام والتآخي بين أبناء المجتمع الواحد، لا سيما في الأردن وفلسطين، بما يسهم في تعزيز روح التضامن والتكافل الإنساني.
وأوضح أن كلمات الترنيمة تدعو إلى تجسيد معاني الميلاد من خلال السلوك الإنساني اليومي، القائم على إغاثة المحتاج، ومساندة الحزين، ونشر الرجاء بدل اليأس، ونبذ العنف والكراهية، مؤكدا أن إحياء هذه القيم يمثل جوهر الرسالات السماوية التي دعت إلى الرحمة والإحسان ومحبة الخير للناس كافة.
وأشار طنوس، إلى أن بيت لحم، التي ارتبط اسمها بميلاد المسيح، شكلت على مر التاريخ رمزا للتواضع والخدمة والعطاء، رغم صغر مساحتها، لافتا إلى أن رسالتها الإنسانية ما زالت حاضرة في الدعوة إلى السلام، واحترام الإنسان، وترسيخ قيم القيادة القائمة على العدل والمسؤولية.
بدوره، قال كاهن مطرانية الروم الأرثوذكس في الأردن، الأب الدكتور جريس أسميرات، إن عيد ميلاد المسيح يحمل معاني روحية وإنسانية سامية، ويشكل مناسبة لتعزيز قيم السلام والتآخي والتضامن بين الناس.
وأضاف أن ولادة المسيح في مكان متواضع تؤكد أن الكرامة لا تقاس بالمظاهر المادية، بل بالانضباط الداخلي والعمل من أجل الخير، ومساعدة الآخرين، وتعزيز روح التضامن والتعاون بين الناس، مبينا أن هذه القيم تشكل أساسا لبناء مجتمع متماسك وعادل.
وأكد أن ميلاد المسيح يظل رسالة أمل متجددة، تدعو إلى السلام والمحبة والتضامن، وتشجع على مواجهة الظلم بروح الإيمان والعمل الصالح، بما يحقق استقرار الإنسان وكرامته.
--(بتر) رن/ع أ/ ن ح