عمان 21 كانون الثاني (بترا)- أمل التميمي- صنف المجلس الأميركي للمباني الخضراء مكتب منظمة الصحة العالمية في عمان في المستوى الذهبي للمباني الخضراء ليصبح اول مبنى اممي في اقليم شرق المتوسط يحصل على شهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي.
وقال ممثل المنظمة في عمان بالوكالة الدكتور باسل اليوسفي لوكالة الانباء الاردنية (بترا) "ان المبنى حصل خلال المراجعة النهائية التي قام بها المجلس الأميركي للمباني الخضراء على 42 نقطة، والذي اهله لنيل الشهادة الذهبية للريادة في الطاقة والتصميم البيئي (ليد) وهو نظام لمنح شهادات للمباني الخضراء معترف به دولياً".
واضاف ان المبنى الذي تبلغ مساحته 4000 متر مربع صمم باعتماد إستراتيجيات تهدف إلى تحسين الأداء وتوفير الطاقة وكفاءة إستخدام المياه وجودة البيئة الداخلية والتقليل من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون والحفاظ على الموارد والإهتمام بآثارها على الصحة والبيئة.
واعتمد في تصميم وتشييد المبنى إستراتيجيات وحلول خضراء من شأنها التخفيض من إجمالي الاستهلاك في مياه الشرب بواقع 60 بالمئة والطاقة بنسبة 5ر22 بالمئة و التقليل من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 8 بالمئة.
واوضح الدكتور اليوسفي ان المنى صمم كنموذج لكفاءة استخدام المياه والحفاظ عليها اذ تم خفض إستهلاك مياه الشرب بأكثر من 60 بالمئة كما يعمل المبنى على تجميع مياه الأمطار من سقفه، ومياه تكثيف هواء المكيفات في خزان مياه منفصل لاستعمالها في تنظيف دورات المياه؛ وري نباتات الحديقة ذات الإستهلاك القليل للمياه، وفي أغراض التنظيف عموما.
واشار الى تركيب حنفيات مياه للمبنى تعمل بواسطة الأشعة تحت الحمراء، ودشات بتدفق خفيف، ومراحيض بنظام مزدوج لتدفق المياه وأجهزة مياه فعالة تتضمن تحكم تلقائي في التشغيل وزراعة نباتات قليلة الاستهلاك للمياه في الحديقة.
وقال الدكتور اليوسفي الذي يشغل منصب المدير الاقليمي لمكتب انشطة صحة البيئة في عمان "ان تكلفة التصميم والبناء الإضافية كمبنى اخضر تصل الى 3 بالمئة زيادة في التكلفة الإجمالية للمبنى بيد ان الوفورات المتوقعة من الطاقة لوحدها ستغطي هذه التكاليف الإضافية في أقل من 6 سنوات".
واستخدم المبنى زجاج عالي الكفاءة اذ تستفيد النوافذ من الضوء الطبيعي وتحد من اكتساب الحرارة وعزلت الجدران والاسقف لتحسين اداء الزجاج وكفاءة الطاقة واعتمدت الأنظمة الميكانيكية للتقليل الى الحد الأدنى من استخدام الطاقة، حسب الدكتور اليوسفي الذي لفت الى اعتماد المبنى على الطاقة المتجددة وإنارة الشوارع بالطاقة الشمسية واستخدام حرارتها لتسخين المياه.
والحديقة ذات الإستهلاك المنخفض للمياه والسطح العاكس للمنى (بلاط الأسمنت الأبيض)، بالإضافة الى الأسطح الإسمنتية الملساء وذات الحجر الأبيض، جميعها تحد من مساهمة المبنى في تأثير الجزر الحرارية الحضرية.
وعن الفوائد الصحية للمباني الخضراء، بين الدكتور اليوسفي انها تساهم في تحسين نوعية البيئة الداخلية وشعور بالراحة لدى الموظفين وزيادة في مستوى إنتاجيتهم وخفض في تكاليف الرعاية الصحية لهم لاعتماد تلك المباني على تقنيات خاصة تزيد من التحكم بالتهوية وبالحرارة والضوء والاعتماد على ضوء النهار.
وللتقليل او الحد من الملوثات الداخلية استخدمت دهانات ومانعات تسرب لا تحتوي على المركبات العضوية المتطايرة كما استخدم المنتجات الخشبية الخالية من اليوريا فرمالدهايد المضافة والمضرة بالصحة وركبت آليات قياس لجودة الهواء الداخلي في غرف الإجتماعات للتأكد من أن نوعية الهواء الداخلي ملائمة.
ويوفر موقع المنظمة في منطقة تجارية على شارع الاستقلال في عمان سهولة الوصول الى وسائل النقل العام ويتضمن مواقف للمركبات تعطى افضلية فيها لسيارات النقل المشترك للموظفين والسيارات الصديقة للبيئة (المهجنة) كما جهز المبنى بصالة رياضية وأماكن للاستحمام وتغيير الملابس، لتشجيع الموظفين والزوار على المشي، والركض، أو ركوب الدراجات في طريقهم إلى المبنى الذي خصص اماكن لتخزينها واصطفافها.
وخضع المبنى بحسب المستشار في المكتب الاقليمي لانشطة صحة البيئة المهندس مازن ملكاوي الى عملية شفط وتهوية لمدة اربعين يوما للتخلص من الروائح والمواد العضوية المتطايرة قبل اشغاله وبعدها تم فحص الهواء الداخلي للتأكد من سلامته.
واشار الى قيام فريق مشروع البناء بإعادة تدوير نفايات البناء والهدم وبالتالي اسهم في تقليل الكمية المرسلة الى مكب النفايات بحوالي 75 بالمئة على الأقل من حيث الوزن كما اعتمد طريقة فصل للنفايات الصلبة في المبنى الى مجموعات أربعة هي الورق، والبلاستيك، والزجاج، والنفايات الأخرى.
يشار الى ان مبنى منظمة الصحة العالمية في عمان يشتمل مكاتب للمركز الاقليمي لانشطة صحة البيئة كما خصص مكاتب لموظفي المنظمة في العراق .

--(بترا)
أ ت /س ق


21/1/2012 - 01:06 م