تنوع المبادرات الملكية يعكس ايمان جلالة الملك بشمولية التنمية وتكاملها
عمان 7 شباط ( بترا ) – من رياض ابو زايدة - اطرت المبادرات الملكية السامية التي اطلقت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني الجهود الوطنية الساعية الى تحقيق التنمية الشاملة ، وتميز العام الماضي بانطلاق مبادرات اهتمت بشكل خاص بالرياديين والتكنولوجيا والعلوم الطبية وتنمية المحافظات .
وتوزعت مبادرات جلالته في كل ارجاء المملكة ،وشملت مختلف فئات المواطنين سواء كانوا شبابا على مقاعد الدراسة او يتلمسون طريقهم باتجاه المؤسسات التعليمية كالجامعات، فيما لم يغب ذوو الاعاقة البصرية والمكفوفون عن فكر جلالته حيث امر بانشاء اكاديمية تربوية وتعليمية خاصة بهم .
وكانت الجامعة الملكية للعلوم الطبية مبادرة اخرى فريدة من نوعها في التعليم الصحي على مستوى المنطقة اضافة الى مختبر الألعاب الإلكترونية التفاعلية بهدف تلبية احتياجات مصممي ومطوري الألعاب الإلكترونية من الطلبة الموهوبين من خلال توفير احدث التقنيات والذي افتتحه جلالته في ايار الماضي على هامش ملتقى الأعمال الأردني الأول .
وكالة الانباء الاردنية (بترا) التقت عددا من الاقتصاديين والمسؤولين عن تنفيذ هذه المبادرات وتحقيق اهدافها حيث اكدوا ان هذه المبادرات الملكية تعكس روحا قيادية انسانية من قائد يستشعر هموم المواطنين ويسعى الى حلها فورا بالاجراءات الكفيلة وليس بحلول انية بل بحلول على مدى طويل .
يقول العين مروان دودين انه ومنذ تولي جلالة الملك عبد الله الثاني المسؤولية في شباط عام 1999 وحتى يومنا هذا وجلالته يضع نصب عينيه الاهتمام ببرامج التعليم التي يستفيد منها ابناؤنا منذ حداثة سنهم ، وقد لمسنا اثر هذا التوجه عند جلالة الملك في اداء شبابنا على ارض الواقع بحيث اصبحت التكنولوجيا جزءا اصيلا من حياتهم اليومية بل وتفوقوا فيها.
ويضيف ان اهتمام جلالة الملك بالمحافظات الاردنية , نابع من ادراك ووعي جلالته للتحديات التي تواجه هذه المحافظات خاصة في موضوع الفقر والبطالة لذلك تم رصد نفقات راسمالية لكل محافظة بعينها لتساعد في التخفيف من اثار هذه التحديات قدر الامكان .
ويستذكر دودين مبادرة جلالته المتعلقة باسكان الاسر العفيفة التي بدأت بعدد محدود من المحافظات ووصلت اليوم الى ان تغطي جميع المحافظات .
الخبير والمفكر الاقتصادي الدكتور جواد العناني يقول ان جهود جلالة الملك عبد الله الثاني الاقتصادية ومبادراته في مجال التنمية المستمرة تعكس روحا قيادية انسانية لقائد يستشعر هموم المواطنين ويسعى الى حلها فورا بالاجراءات الكفيلة وليس بحلول انية بل بحلول على مدى طويل .
ويضيف الدكتور العناني ان وجه الاقتصاد الاردني بفعل هذه المبادرات مرشح للابداع والانطلاق بشكل اكبر , وهذا ما يسميه الاقتصاديون "التنمية بوجه انساني"، داعيا المؤسسات المختلفة الى النهوض لمستوى هذه المبادرات وتفعليها وادارتها بحيث تؤتي اكلها كما يريد جلالة الملك.
ويوضح ان التنوع في المبادرات التي يطلقها جلالة الملك في مختلف القطاعات وفي مناطق المملكة كافة تدل على ايمان جلالته العميق بشمولية التنمية وتكاملها مع بعضها البعض وهذا هو الاسلوب المتوازن في ادارة التنمية على اسس سليمة وممتدة.
ويقول انه في كل مبادرة ملكية هناك فرص عمل جديدة في الكثير من المؤسسات ، وهو ما يؤكد حرص جلالته على نقل الاردن نقلة نوعية من خلال ايجاد مؤسسات متميزة يتاح فيها المجال للعمل والتدريب وفي الوقت ذاته استقطاب الشباب المتميز.
ويضيف الدكتور العناني ان جلالته يدرك ان غنى الاردن في قدرة ابنائه على الانجاز، وبذلك فان جلالته يريد نقل الاردن من الكم الى النوع , داعيا المؤسسات الى الاستفادة من هذا الطموح الملكي بحيث يترجم على ارض الواقع الى جانب الاهتمام بالانسان الذي يعتبر ثروة بشرية , وبذلك ننطلق الى افق اعلى.
الموعد الفعلي لانطلاق الجامعة الملكية للعلوم الطبية وهي احدى المبادرات الملكية اقترب وفقا لقول العميد الطبيب زهران بدير مدير الشركة العالمية للاستثمار الذراع الاستثماري للخدمات الطبية الملكية .
ويضيف ان الجامعة تعتبر اول جامعة في العلوم الطبية على مستوى المنطقة حيث تشتمل على تخصصات طبية بحتة كطب الاسنان والطب البشري والصيدلة والتمريض والمهن الطبية المساعدة بالاضافة الى الدراسات العليا في العلوم الطبية.
ويبين ان الجامعة ستكون على مستوى عال من الكفاءة الفنية والاكاديمية وتمثل نقلة نوعية للخدمات الطبية الملكية التي تتميز بتقديم خدماتها الصحية ودخولها مجال التعليم الاكاديمي .
ويشير الى انه تم بالفعل توقيع الاتفاقية النهائية مع الشريك الاستراتيجي الدكتور عبد المجيد السعدون , ومن المتوقع ان يتم وضع حجر الاساس في موقع الجامعة الذي يقدر ب 120 دونما على طريق المطار في غضون اسابيع .
وتضمنت الاتفاقية بحسب العميد بدير ان يستفيد ابناء المتقاعدين والعاملين في القوات المسلحة الاردنية , من البعثات الدراسية بكلية الطب في الجامعة الى جانب الاولوية بالتوظيف للاردنيين ممن تنطبق عليهم الشروط سواء كانوا مدنيين او عسكريين.
ويوضح ان الاتفاقية هي رافد اقتصادي للاردن , وتقدر الطاقة الاستيعابية للجامعة باربعة الاف طالب وطالبة.
ويتوقع العميد بدير ان يتم البدء بالبناء في الموقع خلال شهرين ، كما توقع ان تبدأ الدراسة قبل نهاية العام 2012 من خلال الاستعانة بكوادر تدريسية من الخدمات الطبية .
ومن أجل أن يلمس المواطن في المحافظات الاثار الايجابية للتنمية، فقد أطلق جلالته خلال زيارته لمحافظة البلقاء في تموز الماضي صندوق المحافظات، وتم رصد ميزانية له تصل الى 150 مليون دينار موزعة على عدة سنوات، مع ضرورة اعتماد آليات ومنهجيات واضحة قابلة للتطوير.
ويعتبر مختبر الألعاب الإلكترونية التفاعلية حاضنة أولية لإبداعات الشباب الأردني من خلال إجراء التطبيقات التكنولوجية في مجال تصميم وتطوير الألعاب الإلكترونية وتنمية أفكارهم وابداعاتهم .
يقول رئيس رابطة شركات صناعة الألعاب الإلكترونية الأردنية نور خريس ان مبادرة جلالة الملك عبد الله الثاني في انشاء المختبر تعكس اهتمام جلالته بصناعة التكنولوجيا التي من المتوقع ان تنمو ويكون لها شأن كبير على مستوى العالم .
ويضيف ان الفكرة الاساسية تتضمن العمل على تدريب طلبة المدارس بحيث يكونوا قادرين على بناء تطبيقات تكنولوجية من خلال تزويد هؤلاء الشباب الموهوبين بمواد لتمكينهم من انجاز مشروعاتهم ، ومن ثم التواصل مع المؤسسات الاردنية المهتمة بابداعات الشباب، مشيرا الى دور صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية في هذا المجال.
ويوضح ان الهدف من هذا المشروع هو جعل الاردن مركزا اقليميا لصناعة الالعاب وتطبيقاتها، مبينا ان مبادرة جلالة الملك تعتبر اول مبادرة على مستوى العالم في هذا المجال .
وبحسب خريس فان عدد المدارس التي تم تدريب طلبتها وصل الى 15 من جميع انحاء المملكة منها اربع في عمان من بينها مدرسة في منطقة جاوا , فيما توزع الباقي بين اربد والرمثا والكرك، ومعان، وتتراوح اعمار الطلبة بين 14 و 16 سنة من الذكور والاناث.
وعن النتائج الايجابية التي تحققت بعد مرور عدة اشهر على انشاء المختبر فان الطلبة الموهوبين اصبحوا قادرين على دخول معترك صناعة التطبيقات التكنولوجية بمواصفات عالمية وفق معايير الشركات الكبرى الرائدة في هذا المجال، كما يقول خريس.
ويرى رئيس نادي النخبة للمكفوفين ميعاد خاطر ان الاكاديمية الخاصة بالمكفوفين التي افتتحها جلالته العام الماضي مفخرة، ومعلم حضاري وتربوي وعلمي متميز يدل على اهتمام جلالته ودعمه الكبير للاشخاص ذوي الاعاقة خاصة من ذوي الاعاقات البصرية.
وتمنى على مؤسسات المجتمع المدني دعم مثل هذه المشروعات بانشاء اكاديميات مشابهة في مختلف المحافظات من اجل خدمة اكثر من 20 الف مكفوف .
ويشير خاطر الى اهمية الاكاديمية في تحقيق رؤى وامال المكفوفين بتوفير الخدمات التربوية والتعليمية المثلى لهم بما يتيح لهم اطلاق طاقاتهم وابداعاتهم وبالتالي توظيفها لخدمة انفسهم ومجتمعهم.
اما في القطاع الصحي فقد أوعز جلالته خلال زيارته لمستشفى الأمير حمزة في تشرين الاول الماضي بتعميم استخدام برنامج حوسبة القطاع الصحي (حكيم) على المستوى الوطني ليشمل جميع مستشفيات ومراكز وزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية، ومركز الحسين للسرطان والمستشفيات الجامعية، للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
ومن المتوقع ان يسهم البرنامج بشكل فاعل في التخفيف من معاناة المرضى فيما يتعلق بملفاتهم الطبية حيث سيوفر ملفا الكترونيا طبيا شاملا يضم جميع المعلومات الطبية والتاريخ المرضي لهم ليستخدم من قبل الاطباء لغايات التشخيص وتوثيق الاجراءات الطبية.
-- ( بترا )
ر ا / ف م / س ط / ات
7/2/2012 - 01:27 م