تأييد مجتمعي لعقوبات مثيري العنف في الجامعة الأردنية
عمان 18 اذار (بترا)- أثارت أحداث العنف والشغب التي شهدتها الجامعة الأردنية ردود فعل واسعة لدى سائر مكونات المجتمع الأردني.
وأبدت قيادات رسمية وفعاليات شعبية وممثلون لقطاعات مختلفة استغرابها لتفاقم ظاهرة العنف الآخذة بالاتساع في الجامعة الأردنية التي تعتبر أول أبواب الخير في التعليم العالي في المملكة.
وقال المفتي العام للمملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة إن العنف على صعيد الجامعات أمر دخيل على مجتمعنا الأردني الإسلامي وعلى ثقافتنا وقيمنا العربية والإسلامية التي تتميز بالرحمة والتسامح والرفق واللين.
وأكد أن الطالب يسأل أمام الله يوم القيامة حول حوادث العنف التي تعمل على زيادة النعرات ونشر الفتنة بين الطلبة وبين العشائر والقبائل ويزيد من الشائعات ويؤدي إلى الخوف والفزع.
ودعا طلبة الجامعات إلى عدم إطفاء شعلة العلم والنور والهدى والى تحكيم العقل والحكمة حاثا في هذا الصدد خطباء المساجد على توضيح رسالة الإسلام السمحة في خطبهم ومحاربة ظاهرة العنف سواء في المجتمعات أو الجامعات.
وحمل أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية الدكتور علي محافظة بعض المسؤولية لتراجع دور المدرسة في تنمية السلوك الطلابي إلا أنه استدرك أهمية إنشاء نقابة للمعلمين التي سيكون لها دور فاعل في دعم شخصية المعلم وانعكاسها على الطالب ومسيرة التعليم العام في المدارس الأردنية.
وطالب وزارة التربية والتعليم بتبني إعداد برامج وأنشطة تعليمية في الفنون التي تشمل الرسم والتصوير والخط والموسيقى والمسرح لأنها عوامل ناجحة في تشكيل منظومة (الذوق الراقي) لدى طلبة المدارس.
وأيد محافظة قرارات العقوبات التي اتخذتها إدارة الجامعة بحق مثيري العنف داخل الحرم الجامعي لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الجامعة ومقدراتها و ممتلكاتها العامة.
واكد الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور ضرورة إعادة النظر بالمناهج الدراسية في المدارس خصوصا المتعلقة بالبناء الثقافي للإنسان الأردني والتربية الإسلامية والتاريخ واللغة العربية والتربية الوطنية،كونها مسؤولة عن بناء القيم والاتجاهات عند الجيل الصاعد والناشئة.
وقال إن الحزم مطلوب من إدارات الجامعات، وقبل اتخاذ العقوبات ينبغي التركيز على التربية والتوجيه والنصيحة، وان تكون العقوبة عند فرضها ليست منتقاة وإنما على كل من يشارك في هذه الأعمال التي يرفضها ديننا الإسلامي الحنيف ومجتمعنا الأردني العربي الإسلامي.
وحذر نقيب الأطباء الدكتور احمد العرموطي من تفاقم العنف الجامعي بسبب غياب العمل السياسي الموجه داخل الجامعات الأردنية مؤكدا أن طلبة الجامعات بحاجة إلى توعية ثقافية سياسية بقضايا الوطن والى توجيههم نحو إطلاق المبادرات التي تخدم المجتمعين الجامعي والمحلي.
ودعا العرموطي إدارة الجامعة إلى تنفيذ العقوبات بشكل متدرج بحيث يتم فصل الطلبة المتورطين بقضايا عنف لمدد محدودة، تتطور في حال تكرار هذه الأعمال إلى فصل نهائي من الجامعة.
وقال رئيس الجامعة الامريكية في مادبا الدكتور جورج حزبون إن الجامعة ليست مكانا لتصفية الحسابات أو الصراعات من أي نوع كان ومن حق الجامعة أن تفرض أقصى العقوبات على كل من يخل بأمن الجامعة وبصورتها المحلية والعالمية.
وأشار أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور حسين خزاعي إلى أن مؤسسات الأسرة والمدرسة والعشيرة والأقارب انسحبت من علمية التربية و الإرشاد والتوجيه والمتابعة للأبناء، مؤكدا أن الحمل الآن أصبح على الجامعات ،مشددا على ضرورة أن يترافق مع العقوبات تعليم ثقافة الحوار والتسامح وقيم الصبر والمحبة بين الجسم الطلابي.
واشار رئيس نادي خريجي الجامعة الأردنية كمال المفلح إلى اتساع الفجوة بين الطلبة القدامى والطلبة الحاليين جراء التطورات السريعة في المجتمع الأردني مؤكدا في هذا السياق أن بعض الطلبة يواجهون مصاعب اقتصادية ومالية خانقة.
وقال العين الشيخ طلال صيتان الماضي إن العشائرية مؤسسة محترمة تحافظ على تماسك المجتمعات ولا تعرقل السير نحو المؤسسية والمدنية وسيادة القانون.
رئيس نادي التراث في الجامعة الطالب مهند راتب السعود دعا إدارة الجامعة إلى عدم التراخي أمام الضغوط الاجتماعية التي تحاول التوسط لصالح من يحاول الإضرار بسمعة الجامعة وبأمنها واستقرارها.
--(بترا)
ع ط/ف ق/ هـ
18/3/2012 - 04:31 م