انطلاق ندوة الثقافة العربية بين الاستشراق والاستغراب في الكويت
الكويت 19 اذار(بترا)-انطلقت اليوم الاثنين في العاصمة الكويتية فعاليات ندوة مفترق القرن" الثقافة العربية بين الاستشراق والاستغراب" التي تنظمها المجلة العربية للعلوم الإنسانية وجامعة الكويت بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من عدد من الدول العربية والاسلامية .
وقال الامين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري ان العالمين الإسلامي والعربي يعانيان من التخلف عن مواكبة العالم المعاصر في النهضة والتقدم وبناء حياة قوية متطورة مقارنة مع دول الغرب والشرق التي تتجه اتجاهاً قوياً وحيوياً نحو تحقيق متطلبات النهضة داعيا الى ضرورة معرفة أسباب التخلف والنهضة من خلال أسس التشريع الإسلامي المقررة في أصول القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ورصد كل المعوقات الداخلية والخارجية لمعرفة الداء ووصف الدواء، ومن أهمها ظاهرة الفرقة والتجزئة الفعلية المريرة والخطيرة.
وبين خلال محاضرة له في الندوة تحت عنوان الوسطية وتدابير الاختلاف أن أخطر مشكلة تواجه العالم بأسره هي قضية الاختلاف، التي ما زالت قائمة ولم يخرج أحد لحلها على مدى التاريخ الإسلامي بكامله، لافتا الى ان الأمة الإسلامية مطالبة بحلها لأن من أهم خصائص الإسلام ومميزاته أنه يقوم على الوسطية والاعتدال، والوحدة والإئتلاف ورفض كل حالات الفرقة والتشرذم.
ولفت الفاعوري الى صور الفُرقة والتجزئة التي تتمثل بالتجزئة القطرية التي حولت المنطقة العربية الإسلامية إلى كيانات مقطوعة الأوصال عن بعضها البعض، على مستوى "الحدود الوطنية" والتوجهات الثقافية والسياسات التعليمية والهوية السياسية،اضافة الى التجزئة العرقية والطائفية .
وبين ان تيار الوسطية يدرك وجود متطلبات محلية لا يمكن تجاهلها لكل قطر أو جهة إقليمية من الجهات العربية ولكن ذلك لا يجوز أن يدفعها إلى نوع من الانعزالية القطرية بحجة "المصالح الوطنية المحلية".
ودعا الى الابتعاد عن جعل الدين مادة للخلاف بين أبناء الوطن، وأن يسعى لأن يكون مادة للوفاق في تجاوز الخلاف التاريخي بين المذاهب الإسلامية والنظر إلى المستقبل مؤكدا ضرورة العودة إلى "الوسطيّة والاعتدال" و "الإخاء والتّسامح" و "الوحدة والوئام والسّلام والأمن الحقيقي" وتوجيه طاقات كلّ شعب مسلم لمقاومة العدوّ المشترك وان تدّخر الامة قواها وقدراتها الفكريّة والسّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة لإقامة بنية وطن واحد قويّ، لأنّ الجميع مهددون بخطر مشترك يعمّ الكلّ.
وتتضمن الندوة التي تستمر يومين محاور الوسطية والعالم العربي والتجربة التركية، دولة الكويت واسهامها في حوار الحضارات وخصائص الهوية الثقافية والإستغراب أسسه ودوافعه والمؤسسة الإستشراقية المعاصرة ودورها في الحوار العربي الاوروبيى والأقليات الإسلامية في الغرب وحوار الحضارات.
--(بترا)
ن ع/ض ز/ س ط
19/3/2012 - 01:35 م