الملك يفتتح المبنى الجديد لجمعية الشؤون الدولية إضافة أولى وأخيرة
وأشار رئيس الجمعية الدكتور عبد السلام المجالي في كلمته إلى ثلاث مناسبات هي عيد ميلاد جلالة الملك وافتتاح المبنى الجديد لجمعية الشؤون الدولية والربيع الأردني الذي يقوده جلالة الملك ويقدم فيه الأردنيون انموذجاً مضيئا لما يجب أن يكون عليه ربيع الدول.
وأستذكر الدكتور المجالي حين زف جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في يوم من ايام الخير الذي جادت به السماء للأردنيين نبأ ولادة عبدالله الذي نذره كأبيه خادما مخلصا لهذه الأسرة، وجنديا أمينا في جيش العروبة والإسلام.
وقال "صدقت النبوءة، وحق لمولدك أن يكون عيدا لكل الأردنيين، فلا يوم كيومك يا أبا الحسين، فإذا كان الله عز وجل لم يخلق في الأولين والآخرين من هو أعظم حقا على هذه الأمة من نبيها، فلن تكون هناك ذرية أحد أجلّ من ذرية رسولها".
ودعا الدكتور المجالي لجلالة الملك بطول العمر، وقال "مد الله في عمرك، وأبقاك عميد الأسرة الهاشمية، التي كان أفرادها على الدوام مصابيح الظلام، والنجوم التي لا يضل معها الساري، وهم الذين شحنوا بهممهم العزمات، وشحذوا بمنطقهم الأذهان، فنبهوا العرب من رقدتها وحملوا رايات ثورتها. فكل عام وأنتم بألف بخير".
وحول نشأة جمعية الشؤون الدولية التي افتتح جلالة الملك مبناها الجديد، قال الدكتور المجالي إن الفكرة تعود إلى ثلة من أبناء الوطن وبمبادرة من سيادة الشريف عبد الحميد شرف، رحمه الله، وبتشجيع ورعاية جلالة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه إلى أن أصبحت واقعا في5 تشرين الثاني1977 بإنشاء الجمعية.
وأكد أن الجمعية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني أصبحت منارة تضم نخبة مميزة من أصحاب الرأي والفكر والقيادة الذين يسعون بكل ما أوتوا من علم ومنهجية وخبرة أن تكون هذه الجمعية "عقلا للدولة الأردنية ومعينا لا ينضب لرجالاتها وسيداتها".
وقال إن الجمعية منذ التأسيس،أخذت على عاتقها مهمة تعميق فهم الشؤون العالمية وتوضيح دور الأردن في عالم متغير عن طريق رفد الأعضاء بمنتدى وطني للحوار المسؤول، وعبر التحليل البناء والنقاش الهادف المعتدل، وتأمين بيئة تسمح باستيعاب الأفكار والقناعات الثقافية الجديدة والمميزة.
وحول الحلم الأردني قال الدكتور المجالي: هو حلم، تبصره في أعينهم ويبصرونه في عينيك، يشدون من أزرك وتشد من أزرهم، ولأن الربيع صار فصلا غالبا على كل الفصول في منطقتنا العربية، يأبى الأردنيون وقائدهم، إلا أن يقدموا نموذجا مضيئا لما يجب أن يكون عليه ربيع الدول، ويمشون في ركب ثورة يقودها مليكهم، ثورة على الظلم والفساد والتمييز وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات واستلاب الحقوق، ثورة على الفقر والحرمان، ثورة عمادها البناء والإصلاح والحرية والعدالة والأمن والسلام والوحدة الوطنية.
وأضاف "هكذا هو يا مولاي ربيع الأردنيين، وهكذا هي أحلامهم، وسيبقى الأردنيون يا سيدي أوفياء لكم، وستبقى أنت بإذن الله وفيا لأحلامهم، تصغي إلى واحدهم وهو يتمثل قول الشاعر:
"أنا لا أنظرُ من ثقب الباب إلى وَطني
لكنْ أنظرُ من قلبٍ مثقوب
وأميّز بين الوطن الغالب
والوطن المغلوبْ
الله لمن يتنصّتُ في الليل إلى قلبه
أو يصغي السمع إلى رئتيه
هذا الوطن بريء، لم يشهد زورا،
لكنْ شهدوا بالزور عليهْ".
وقال الدكتور المجالي أنه في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، وفي ظل ما أفرزته تحركات الربيع العربي من تغييرات جذرية في منطقتنا العربية، ساهمت بتحويل الأنظار، مؤقتا، عن القضية الفلسطينية، فإننا من هذا المنبر، نضم أصواتنا إلى صوت جلالتكم في المناداة بضرورة أن يعي الغرب اليوم والولايات المتحدة بشكل خاص، أن القضية الفلسطينية هي التي تشكل العقدة الرئيسية في تضارب المصالح بين العرب والغرب وبحلها حلا عادلا بأسرع وقت ممكن تصبح عناصر الاتفاق في المصالح أكثر جدوى، ليتجنب الجميع أي نهاية مأساوية بأن يصبح هذا الربيع هشيما يحرق نفسه وغيره وتسونامي مدمر لا يميز بين عدو وصديق.
وقدم رئيس الجمعية الشكر والامتنان لدعم جلالة الملك للجمعية وللذين ساهموا في بناء "هذا الصرح الأردني الشامخ..الذي نطمح أن نكون قد أضفنا رافعة جديدة من روافع العمل السياسي والاجتماعي في الأردن".
ورحب عضو مجلس الإدارة فاضل علي فهيد، عريف الحفل، بجلالة الملك وقال "هذا اليوم المبارك من أيام الوطن الغالي، الذي يحتفل بعيد ميلادكم الميمون، وأنتم تشرفون جمعية الشؤون الدولية برعايتكم السامية لحفل افتتاح مقرها الجديد، وإن الجمعية إذ تسجل لجلالتكم هذه اللفتة الكريمة، بمداد من الفخر والاعتزاز، لتبتهل إلى الله العلي القدير أن يحفظ جلالتكم، ويمد في عمركم، ويعينكم على تحقيق طموحات شعبكم الوفي الذي يعقد عليكم آمالاً كبيرة، تنسجم مع طموحاته".
وأكد أن الأردنيين عندهم آمال عريضة ومشروعة، "فشعبك يا صاحب الجلالة يثق ثقة مطلقة برؤاك الثاقبة واستشرافك للمستقبل، ومؤمن أن مسيرة الإصلاح، التي وضعت لها بداية ولم تحدد لها نهاية، وتشرف على مراحل تنفيذها مرحلة مرحلة، بعزيمة صلبة، وإرادة قوية، ستحقق أهدافها وتؤتي ثمارها".
وقال إن جمعية الشؤون الدولية وهي تنطلق نحو المستقبل بثوبها الجديد، وبفكر أعضائها النير المتجدد المستمد من ثوابت الأردن، برعاية من جلالة الملك، تقطع العهد أن لا تكون إلا لما فيه خير الأردن وأهدافه الوطنية.
وتهدف الجمعية إلى نشر الاهتمام بالقضايا الفكرية المتعلقة بالمجتمع الاردني والمجتمع الدولي بشكل مسؤول وفي اطار التفكير الحر الواعي والنظرة العصرية المستنيرة، وتشجيع الحوار الموضوعي حول قضايا المجتمع التي تمس حياة المواطن في المجتمعين الاردني والعربي وفي المحيط الدولي من موقع الالتزام بالمصلحة الوطنية والقيم الانسانية والروح الديمقراطية.
كما تهدف إلى تعزيز القيم الديمقراطية والانسانية في المجتمع العربي وتنمية روح التفاهم والتعاون بين العرب والشعوب الاخرى، وإنشاء صلات الحوار والتفاعل مع المؤسسات العلمية والاكاديمية والثقافية ومع رجال الفكر والقادة الاجتماعيين في العالمين العربي والدولي لغايات إغناء الحياة الثقافية والفكرية في المملكة والتأثير المفيد في هذه المؤسسات لصالح التفكير الاردني والعربي المسؤول.
وتعمل الجمعية على استضافة رجال السياسة والفكر من الأردن وخارجه في محاضرات أو جلسات حوار، وتعقد لذلك لقاءات فكرية شهرية لأعضاء الجمعية حول آخر المستجدات في الصعيدين المحلي والعربي.
--(بترا)
ف ح/اخ/هـ ط
31/1/2012 - 05:02 م