الكويت 7 اذار (بترا) – من حكمت المومني – قال الاتحاد البرلماني العربي ان الوضع الراهن في سوريا ينذر بقيام حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. وأعرب الاتحاد في بيان اصدره في ختام أعمال مؤتمره الثامن عشر في الكويت أمس عن قلقه الشديد من تطور الاحداث في سوريا التي اخذ الحراك الشعبي فيها يتحول الى مواجهات دامية ما أدى الى وقوع الالاف من القتلى والجرحى المدنيين والعسكريين وعشرات الالاف من المعتقلين والمهجرين. واعتبر الاتحاد ان الحل الامثل للازمة السورية يجب ان يمر عن طريق جامعة الدول العربية من خلال وقف اعمال القتل والعنف مهما كان مصدره، والعمل على حماية المواطنين والحفاظ على وحدة سوريا، والافراج عن جميع المعتقلين، ورفض التدخل الخارجي في الشأن السوري، وتشكيل لجان تحقيق مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن اعمال التعذيب والممارسات التي اقترفوها، وبدء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة وضمان حرية التظاهر السلمي والعمل على ايصال المساعدات الانسانية . واكد الاتحاد على قراراته السابقة في التضامن مع سوريا لاسترجاع الجولان. وفيما يتعلق بالوضع العربي الراهن اكد الاتحاد كذلك ان الثورات والانتفاضات التي جرت وتجري في عدد من البلدان العربية نجمت عن تردى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي مرت بها خلال العقود الثلاثة الماضية، وفي مقدمتها غياب دولة القانون والبطالة واتساع التفاوت المعيشي بين مختلف فئات الشعب وتسلط المافيات الاقتصادية المندمجة مع السلطة السياسية وفشل برامج التنمية وعجز الحكومات عن ايجاد البرامج الناجحة لحل الازمات. وحيا المؤتمر الشعوب العربية في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن التي تمكنت انتفاضتها من اسقاط الانظمة والقيادات المسؤولة عن ازماتها، داعيا القيادات الجديدة الى وضع البرامج والخطط الكفيلة بالنهوض الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق أهداف الجماهير والتصدي لمحاولات احتواء الحراك الشعبي من جانب بقايا الانظمة المنهارة . ودعا الاتحاد البرلمانات العربية الى سن التشريعات التي تعزز الديمقراطية والحريات والحكم الرشيد وسيادة القانون من اجل تحقيق اهداف ثورات الربيع العربي في بناء دولة المؤسسات والقانون . وفيما يتعلق بالإرهاب شدد الاتحاد على ضرورة التمييز بين الارهاب وحق الشعوب في المقاومة لتحرير اراضيها من الاحتلال واعتبر ان الاحتلال يشكل ذروة الارهاب وابشع اشكاله، معبرا عن إدانته للإرهاب بجميع أشكاله واستنكاره للربط المتعمد بين الاسلام والارهاب، ودان ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة . واكد ضرورة منع وتجريم ثقافة الكراهية وبث الفتنة الطائفية والتحريض على العنف داعيا الحكومات الى الحفاظ على الاقليات في المجتمع تحت سقف المواطنة والتعددية والتسامح الديني . واعرب عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وقضيته مشيرا إلى ان الاجراءات التي تمارسها اسرائيل بحكم القوة لن يمنح احتلالها الشرعية القانونية والاخلاقية والسياسية. ودعا الشعوب العربية الى دعم ومساندة مسيرة القدس العالمية باتجاه الحدود مع فلسطين وما يرافقها من فعاليات على المستوى الدولي في يوم الارض الذي يصادف الثلاثين من الشهر الحالي. ودعا الاتحاد كذلك الى تشكيل لجنة برلمانية داخله مهمتها الدفاع عن القدس على الصعيدين الاقليمي والدولي، مطالبا اللجان المنبثقة عن مؤتمرات القمة العربية باسم القدس ان تكون اكثر فاعلية والدول العربية الى اتخاذ مواقف واضحة وصارمة ضد الدول التي تساند الباطل الاسرائيلي وتؤمن له الحماية والدعم السياسي والعسكري والمالي . وحيا الاتحاد الجهود الرامية الى تحقيق المصالحة الفلسطينية ، معبرا عن ادانته للحفريات الاسرائيلية داخل المسجد الاقصى وحوله . ودعا الاتحاد الى الاهتمام بالمرأة ودورها في البلدان العربية والعمل على افساح المجال لها للمساهمة في مختلف الانشطة. واعرب عن قلقه العميق ازاء التطورات الخطيرة التي تهدد منطقة الساحل العربي والدولي بسب تحولها الى منطقة لتهريب المخدرات والاسلحة. وناقش المؤتمر على مدى يومين الاوضاع العربية الراهنة والحراك الشعبي وقضية البطالة في العالم العربي ودور البرلمانيين في سن التشريعات لإحداث فرص عمل تسهم في تقليص البطالة . كما بحث المؤتمر تقارير اللجان الدائمة في الاتحاد البرلماني العربي وهي الشؤون السياسية والعلاقات الدولية والشؤون المالية والاقتصادية وقضايا المجتمع وشؤون المرأة والطفولة . -- (بترا) ح ش/ب ط/حج
7/3/2012 - 10:35 ص