اقتصاديون واكاديميون:الأردن بحاجة لربيع اقتصادي العام الحالي
عمان 21 كانون الثاني(بترا)-من سيف الدين صوالحة - رسم اقتصاديون وأكاديميون خريطة طريق قد تساعد في تقليل الصعوبات الاقتصادية التي تواجه المملكة العام الحالي ولسنوات مقبلة،مؤكدين الحاجة لـ "ربيع اقتصادي للخروج بأقل الخسائر والكسب الوفير".
وبالرغم من جسامة الصعوبات وثقلها التي حددها اقتصاديون وأكاديميون تحدثوا لـ(بترا)،الا أن الاقتصاد الوطني حسبما أكدوا،يزخز بعظيم الفرص التي لو أحسن استغلالها واستثمارها ستعطي دفعة قوية لعجلة النمو لتدور بوتيرة اعلى عما كانت عليه خلال العام الماضي.
وحسب تصريحات رسمية افصح عنها وزير المالية تأثر الاقتصاد الأردني في 2011 بتبعات احداث الربيع العربي وتراجع الصادرات ، وحالة عدم اليقين التي سادت الاقتصاد العالمي جراء الديون السيادية ومشاكل دول (منطقة اليورو) وارتفاع أسعار النفط والسلع الغذائية وموازنة مثقلة بالعجز.
ويزخر الاقتصاد الوطني بالكثير من الفرص في قطاعات ما زالت واعدة كالصناعة والزراعة والسياحة العلاجية وتكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة والنقل وسوق رأس المال يحميها استقرار سياسي وامني.
وبدأ الخبير المصرفي والاقتصادي الدكتور صبري الديسي حديثه بالقول إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، وان التندر بالشكوى لا يقدم حلاً لمعضلة وإن السنوات السابقة كانت أيضا سنوات اقتصادية صعبة على الأردن ولكن المملكة استطاعت مواجهة ذلك.
وأضاف الديسي "ليس بالتمني تتحقق الآمال ولكن بالفكر والجهد والعمل والانتماء والصدق مع النفس، وكون الأردن ضمن منظومة عربية تفاوتت أرزاقها فكانت من الأقل حظاً بينها بخيرات أرضها إلا أن العقول والسواعد الفنية قادرة على التعويض".
وقال الديسي الذي يشغل أيضا منصب أمين سر جمعية الأعمال الأردنية الأوروبية (جيبا) ان العام الماضي شهد تباطؤا للنمو الاقتصادي العالمي على المستوى العالمي وتراجعاً اقتصادياً حاداً في معظم دول العالم بخاصة الاقتصاديات الضخمة الذي يتأثر بنفسه ويؤثر بغيره.
وأضاف باستثناء الصين وتركيا لم تشهد أي دولة أخرى نمواً اقتصادياً حقيقياً حتى بالأسعار السائدة وشهدت معظم أسواق رأس المال في دول الاتحاد الأروبي انخفاضاً تراوح بين 18و21 بالمئة.
وأشار الديسي إلى أن انخفاض سوق عمان المالي بنسبة حوالي 16 بالمئة مقارنة مع الأسواق العالمية مؤشر جيد بالرغم أنه من الأسواق الناشئة لا الناضجة.
وقال إن مقتل اقتصادنا الوطني هو العجز التجاري المتمثل بالفاتورة النفطية والتي تحرق يابس واخضر نموناً الاقتصادي ومعظم انجازاته، مؤكدا ضرورة أن يكون لدينا لحظة صدق مع النفس بهذا الخصوص.
وتساءل الديسي ،إلى متى يمكن للأردن تحمل هذا العبء المتنامي، الا نريد أن نخرج بحلول وإيجاد مصادر بديلة للطاقة الحالية، داعيا القطاعين العام والخاص إلى التعاضد والتلاحم لمحاربة الفساد وقطع دابره، وتشجيع الصناعات المتوسطة والصغيرة،وفتح معاهد متخصصة لكافة المهن والحرف واعطاء شهادة تأهيل لخريجيها وعدم السماح لأي فني أو مهني بممارسة مهنة ما دون شهادة تأهيل.
وأكد الديسي ضرورة الاستفادة من برامج المنح الأوروبية والأميركية واليابانية وغيرها بمنظورها المهني لا المادي وضرورة انسجام السياستين النقدية والمالية،وتوسيع وتشجيع المناطق الحرة وتيسير سرعة انجاز معاملاتها وذلك بتحديثها وفق أساليب تقنية متقدمة.
ودعا إلى تقديم التسهيلات من كافة الأطراف للمواطنين العرب في مملكة الأمن والأمان والحضن الدافئ للاقامة والاستثمار، وايجاد مناطق صناعية في كافة المحافظات ودعم الزراعة وخاصة النوعية ذات المردود العالي،وتسويق البرامج السياحية العلاجية والدينية والترفيهية بمنظور شامل.
يتبع .... يتبع.
--(بترا)
س ص/س ج/خ
21/1/2012 - 11:45 ص