أبناء الوطن يحيون غدا الذكرى الثالثة عشرة ليوم الوفاء والبيعة ( اضافة ثانية واخيرة )
كما جرى تشكيل لجنة الحوار الاقتصادي للبحث في الفرص المتاحة لتنمية الاقتصاد الوطني ولمواجهة التحديات في مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية على قاعدة الشراكة الوطنية بين القطاعين العام والخاص ووضع خطط قصيرة المدى ومتوسطة المدى لهذه الغاية.
وجلالته يؤكد دوما على أن الحفاظ على الوحدة الوطنية هي مسؤولية جماعية يتحملها كل من الحكومة وجميع مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين، وأن وحدتنا الوطنية خط أحمر لن نسمح لأي كان العبث بها، وفي خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة السادس عشر قال جلالته "لقد تأسس الأردن على مبـادئ البيعة وتقوى الله والعدالة للجميع أمام القانون، ومن هنا انطلقت الثـورة العربية الكبرى، مطالبة بالوحدة والحرية، وأصبح الأردن موئلا لجميع الأحرار من إخوتنا في القومية والعقيدة، وقد بنى أجدادنا الأردنيون في هذا الحمى وطنا للحرية والعدالة والمساواة، فالأردن لكل الأردنيين، والانتماء لا يقاس إلا بالإنجاز والعطاء للوطن، أما تنوع الجذور والتراث فهو يثري الهوية الوطنية الأردنية، التي تحتـرم حقوق المواطن، وتفتح له أبواب التنوع ضمن روح وطنية واحدة تعزز التسامح والوسطية".
ويحرص جلالته على الوقوف على مواضع الخلل وتصويبها ومتابعتها عن كثب. وكثيرا ما يزور جلالته المؤسسات والدوائر الرسمية والخدمية متخفيا لمعرفة الواقع والاطلاع بنفسه على طبيعة الخدمات التي تقدمها تلك المؤسسات، وفي غمرة احتفالات المملكة بعيد ميلاد جلالته الخمسين الذي وافق الثلاثين من شهر كانون الثاني الماضي، افتتح جلالته دائرة خدمة الجمهور في الديوان الملكي الهاشمي بهدف تسهيل إجراءات المواطنين وتلبيتها وتسريع تنفيذ الخدمات التي يحتاجونها وتأكيدا على أن الديوان الملكي العامر هو بيت للأردنيين جميعا، وتشتمل هذه الدائرة المستحدثة على مكتب لمعالجة المرضى غير المؤمنين صحيا ومكتب خدمة المتقاعدين العسكريين ومكتب الحالات الإنسانية.
ويهتم جلالته بشكل خاص بتنمية المحافظات، فجاءت مبادرة جلالته في إنشاء المناطق التنموية في عدد من المحافظات بهدف جذب الاستثمارات الخارجية وتوفير فرص العمل لأبناء هذه المحافظات، كما تأسس في عام 2003 الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، وأوعز جلالته العام الماضي بتخصيص مبلغ 150 مليون دينار لدعم صندوق تنمية المحافظات، كما انشىء في عهد جلالته صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية قبل نحو عشر سنوات حيث استفاد من برامجه نحو مليون و600 ألف مستفيد من مختلف أنحاء المملكة.
وارتكزت مشروعات التنمية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني على توفير المزيد من الفرص أمام الشباب وتحفيزهم على المزيد من المشاركة في مجالات التقدم والازدهار كافة بوصفهم أدوات صنع المستقبل حيث حظي الشباب في عهد جلالته بدعم كبير من اجل زيادة مشاركتهم في الحياة السياسية بفاعلية أكثر، وكان أن عدل قانون الانتخابات بتخفيض سن الاقتراع إلى ثمانية عشر عاما كما شهدت المملكة انعقاد ملتقيات ومبادرات عدة تحدث فيها الشباب عن الأولويات التي يرونها ضرورية لرفعة الأردن وازدهاره، وكثيرا ما رافق جلالته عدد من الشباب الأردني في زياراته الرسمية خارج الوطن.
وفي كلمته في افتتاح ملتقى الشباب 2011 " لنتحاور من أجل الأردن قال جلالته " فنحن متفقون جميعا على أن الحوار ضرورة وطنية، وهو أفضل الوسائل للتفاهم والاتفاق، وهذا الحوار الحضاري والبنّاء هو طريقنا لإحداث التغيير والإصلاح، وهو دليل على أن وطننا يسير في الاتجاه الصحيح، وعلى أننا جميعا شركاء في تحمل المسؤولية، وأن هدفنا واحد، وهو خدمة مصالح وطننا ومستقبله المشرق بإذن الله".
واهتم جلالته بالقوات المسلحة الأردنية وأولاها جل اهتمامه ورعايته وجاءت المبادرات الملكية المتعددة من اجل تطوير هذه القوات تسليحا وتدريبا وتأهيلا ، وكان من بين هذه المبادرات صندوق الائتمان العسكري الذي أنشئ بمبادرة ملكية سامية أطلقها جلالته عام 2010 في إطار حرص جلالته على تنفيذ برامج تلبي احتياجات منتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية التمويلية بما يضمن تأمين مستوى معيشي يلبي تطلعاتهم وأسرهم في حياة كريمة.
ومن منطلق سعي جلالة الملك عبدالله الثاني لتحقيق مبدأ "العدل أساس الملك"، تشكلت اللجنة الملكية لتطوير الجهاز القضائي انسجاما مع قناعات جلالته أن لا تنمية سياسية وإدارية وتعليمية واقتصادية سوى بإصلاحات جذرية، تطال جميع محاور عملية التقاضي التي من شانها تكريس الأمن والاستقرار والشعور بالطمأنينة وتعزيز المكاسب الاستثمارية في الدولة , وفي عهد جلالته شهد القضاء تطورا ملحوظا وخاصة فيما يتعلق بتسريع إجراءات التقاضي، من خلال إيجاد آليات جديدة وفاعلة لتسريع هذه الإجراءات .
وجلالته يؤكد دوما أهمية دور الإعلام في تحقيق مبدأ الشفافية وفتح قنوات الاتصال بين المواطن ومؤسسات الدولة والكشف عن أماكن الخلل أو الفساد، وتحلي الإعلام بالموضوعية والمهنية والمصداقية، وفي كتاب التكليف السامي لحكومة عون الخصاونة أكد جلالته على "ان إطلاق الحريات الإعلامية يجب أن يتم بالتوازي مع الحفاظ على المهنية والمصداقية، والانفتاح على كل الآراء والاتجاهات الفكرية والسياسية، بحيث تكون المؤسسات الإعلامية، المرئية والمسموعة والمقروءة بما فيها المواقع الإلكترونية منابر للحوار الوطني الهادف البناء، البعيد عن الغوغائية والتحريض والإساءة لصورة الوطن واغتيال الشخصية, فليس من حق أحد الإدعاء باحتكار الحقيقة أو الإدعاء باحتكار الحرص على المصلحة الوطنية".
وأولى جلالته ذوي الاحتياجات الخاصة جل العناية والاهتمام فكان ان اقرت الإستراتيجية الوطنية للمعوقين حتى يتمكنوا من العيش في استقلالية واعتماد على الذات وتفعيل مشاركتهم في الحياة العامة، وأوعز جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة عيد ميلاده الميمون الشهر الماضي بتخصيص مبلغ نصف مليون دينار لـ 81 جمعية من الجمعيات المعنية بالأشخاص المعوقين، والبالغ عدد المستفيدين من خدماتها نحو 7810.
كما أولى جلالته أهمية قصوى لتطوير التعليم بما يواكب التطورات التكنولوجية على المستوى العالمي , فشهد التعليم قفزة نوعية مهمة تمثلت بحوسبة المناهج الدراسية وتطوير المفاهيم المتعلقة بالسلام وحقوق الإنسان اضافة الى وصول اجهزة الحاسوب الى جميع مناطق المملكة بما فيها المناطق النائية.
وجاءت المبادرات الملكية التي اطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني لتشرح منهج الإسلام القائم على احترام قيم الإنسان ونبذ العنف والتطرف والدعوة للحوار ومن بينها رسالة عمان وكلمة سواء واسبوع الوئام بين الاديان من اجل تبيان صورة الإسلام الحقيقية المبنية على أسس الخير والعدالة والتسامح والاعتدال والوسطية .
وبرعاية ومباركة جلالته جرى في الديوان الملكي الهاشمي في الرابع والعشرين من الشهر الماضي وبحضور عدد من علماء الدين من مختلف دول العالم الإسلامي، التوقيع على إنشاء وقفيتي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لدراسة فكر الإمامين الغزالي والرازي اللتين قدمتا هدية للأمة الإسلامية بمناسبة الذكرى الخمسين لميلاد جلالته وإحياء لسنة الوقف الحضارية ودوره الريادي التعليمي وبمبادرة نوعية جديدة من مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي.
وشهدت النهضة العمرانية والبنى التحتية في عهد جلالته اضطرادا مستمرا ونقلة نوعية هائلة تمثلت بانشاء المناطق التنموية في عدد من المدن الأردنية وتنفيذ مشروعات عمرانية وسكنية متعددة شملت جميع محافظات المملكة مع إعطاء الأولوية لإيجاد السكن الملائم للعديد من الفئات المجتمعية .
وعلى صعيد الوضع الاقتصادي فقد تمكن الأردن في عهد جلالته من تحقيق معدلات نمو عالية على مدى سنوات تجاوز في بعض الاحيان 7 بالمئة، وعلى الرغم من الظروف الاقليمية وما شهده العالم من ازمات اقتصادية ومالية كبيرة خلال العامين الماضيين إلا إن الأردن تمكن وبفضل توجيهات جلالته الحكيمة من المحافظة على وضع اقتصادي جيد مقارنة مع العديد من الدول التي تفوق في إنتاجها وميزانياتها الواقع الاقتصادي الأردني .
وواصل الأردن بقيادة جلالته العمل على إيجاد حل للقضية الفلسطينية ولم يأل جلالته جهدا في اطلاع العالم بأسره على عدالة الحقوق التي يطالب بها الشعب الفلسطيني وأهمية مواصلة تقديم العون والمساعدة له وتمكينه من تحقيق تطلعاته في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وكتب جلالته في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية في عددها الصادر في التاسع عشر من كانون الثاني الماضي " إن قضايا الوضع النهائي، بما فيها الحدود واللاجئون والأمن والقدس تتصدر سلم الأولويات في الأردن وهذا يعني بالتالي وجوب الوفاء بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة وذات سيادة كجزء من اتفاقية حل الدولتين التي توفر حلولا لكافة قضايا الوضع النهائي وتضمن الأمن لإسرائيل".
وقدم الأردن بتوجيهات من جلالته العون والمساعدة للأشقاء في قطاع غزة للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يمرون بها. واستجاب جلالته في تشرين الثاني الماضي لنداء جمعية الوئام الخيرية العاملة في قطاع غزة لكفالة 1500 يتيم،كما تواصلت الرعاية الهاشمية في عهد جلالته للقدس والمقدسات فيها ودعم أهلها للصمود في وجه المخططات الرامية لتهويد المدينة المقدسة.
وفيما يتعلق بعلاقات الأردن مع الدول العربية، فلقد حرص جلالة الملك عبدالله الثاني، على إدامة التنسيق والتشاور مع إخوانه القادة والزعماء العرب، وعمل على تقوية علاقات التعاون وتمتينها في مختلف المجالات، خدمة للمصالح المشتركة، وتعزيز دور الأردن الإيجابي والمعتدل في العالم العربي.
وترتكز سياسة الأردن العربية على أساس المواقف المبدئية والثابتة النابعة من التزام الأردن التاريخي والقومي للدفاع عن مصالح الأمة وخدمة قضاياها العادلة، وما توانى الأردن بقيادته الهاشمية عن المشاركة في جميع القمم العربية التي عقدت. وكانت عمان محطة مهمة للقادة والزعماء العرب للتشاور والتحاور في مختلف القضايا التي تمس الأمة، وكانت حاضنة للقمة العربية التي عقدت في عام 2001. كما أن الأردن شارك في كل الجهود الرامية إلى توحيد الصف العربي ونبذ الفرقة والخلاف بين الأشقاء، ومأسسة العمل العربي المشترك، وبلورة مواقف عربية موحدة للتصدي للتحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية.
كما استمر الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في جهوده لتعزيز وتمتين علاقاته وبمد جسور التعاون والانفتاح مع جميع دول العالم، ولقد عزز جلالته علاقات الأردن مع دول العالم والتقى عددا كبيرا من قادة وزعماء ورجالات الفكر والاقتصاد في شتى أنحاء العالم .. يؤكد حضور الدولة الأردنية في المجتمع الدولي وعلى كافة المستويات، ويرسخ صوت الأردن المعتدل، الذي ينادي بالعدالة وتكافؤ الفرص للمجتمع الإنساني، إضافة إلى تذكير العالم بمسؤولياته الأخلاقية تجاه العديد من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
-- ( بترا )
ف م / س ط / ات
6/2/2012 - 02:13 م