ندوة تحتفي بإشهار كتاب "فلسطين والصراع الصهيوني" للباحث السعودي الدكتور زيد بن علي الفضيل
2025/11/19 | 22:45:39
عمان 19 تشرين الثاني (بترا)- نظم منتدى الفكر العربي، مساء اليوم الأربعاء، في مقره بعمان، ندوة نقاشية تحتفي بإشهار كتاب: "فلسطين والصراع الصهيوني..جرح مفتوح في قلب عربي .. قراءة كاتب سعودي"، لمؤلفه مدير البرنامج الثقافي والإعلامي في مركز الخليج للأبحاث الكاتب والباحث في تاريخ الأفكار الدكتور زيد بن علي الفضيل.
وفي الندوة، التي حضرها عدد كبير من المثقفين والكتاب والأكاديميين، شارك في تقديم قراءات حول الكتاب ناشر الكتاب مدير دار تدوين للنشر والتوزيع الشاعر والزميل موسى حوامدة وأستاذة العلوم السياسية في جامعة البترا، الدكتورة ناديا سعد الدين، ومؤلف الكتاب الدكتور الفضيل وأدارتها الإعلامية في فضائية رؤيا، رفاه جواد.
وقال الشاعر حوامدة في تقديمه للمؤلف والكتاب إن الكتاب هو نتاج جهد فكري للكاتب المفكر الدكتور الفضيل بما يتمتع به من إرث ثقافي وعائلي وسعة إطلاع على الشأنين الفلسطيني والعربي، مشيرا إلى أن المؤلف يحمل درجة الدكتوراه في فلسفة التاريخ.
وأكد أن المؤلف تشرب الأفكار العروبية من والده الذي كان فاعلا سياسيا عروبيا، لافتا إلى أنه صدر للمؤلف عدد من الكتب وارتأى بعد ما حصل في 7 أكتوبر وتداعياتها في العامين الأخيرين أن يخصص كتاباته لفلسطين بوصفها القضية المركزية للعرب.
بدورها، قالت الدكتوره سعد الدين إن الكتاب يتميز بعمق التحليل ووضوح اللغة، مشيرة إلى أن صدوره يأتي بعد عامين من الحرب على غزة وفي ظل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكذلك في ظل مشهد إقليمي متقلب.
وأكدت أن صدور هذا الكتاب في هذه المرحلة الحرجة يؤكد أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزي في الوجدان العربي ولدى العرب كافة، لافتة إلى أن صدوره يأتي كذلك في ظل الخطط والمشروعات الإسرائيلية في المنطقة وأبرزها "الشرق الأوسط الجديد" وما يحمله من مآلات.
ونوهت بأن المؤلف يؤكد في كتابه على موقف السعودية الداعم للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة ورفض التطبيع إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية التي نالت تأييدا عربيا في مؤتمر القمة العربية ببيروت عام 2002 وتنادي بحل الدولتين وتهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعودة اللاجئين وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.
وبينت أن الكتاب ينتمي إلى ما يطلق عليه أدبيات الصراع العربي الإسرائيلي ذات التحليل المركب.
وحول مضمون الكتاب ومحاوره بينت أنه يغطي عدة محاور ومنها التنبيه للتزوير الإسرائيلي للتاريخ ومزاعم الأحقية التاريخية والدينية وغيرها، لافتة إلى أن الدكتور الفضيل ومن خلال كتابه يرى أن الصراع المقبل مع الاحتلال الاسرائيلي على السردية التاريخية.
وتوقفت الدكتورة سعد الدين عند إشارة المؤلف ليهودية الدولة التي تعني تهويد القدس نهائيا وإسقاط حق العودة ومن ثم الحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وخصوصا في ظل المشروعات الاسرائيلية الاستيطانية في الضفة الغربية التي أغلقها الاحتلال.
من جهته، عبّر الدكتور الفضيل عن حبه للأردن وعمق علاقته به، مثمنا دور الأردن العروبي ومواقفه الأخوية تجاه أشقائه العرب وخصوصا الفلسطينيين وقضيتهم.
وقال إنه نشأ وترعرع على قضية فلسطين وهي دائما حاضره في وجدانه ويجب أن تكون حاضرة.
وبين أن المقالات التي ضمها الكتاب نشرها في جدة بالسعودية وهي تدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته على حدود عام 1967 كما هو مطروح في مبادرة السلام العربية.
وأوضح أنه كما أن هناك مقاومة للاحتلال بالمعنى العسكري، فثمة مقاومة بالمعنى السياسي، مؤكدا حق الشعوب مقاومة الاحتلال بمختلف الوسائل.
وتحدث عن الذاكرة التاريخية والتراث الثقافي العربي الذي يشهد تهديدا، لافتا إلى أن الصراع المقبل مع الاحتلال الاسرائيلي سيكون على سردية الذاكرة.
ونبه الى أن المحتوى الرقمي والسوشال ميديا تضج بالمعلومات التي تنال من الإرث والذاكرة التاريخية العربية، محذرا من أن هناك سردية يتم نحتها اليوم ولا ننتبه لها كعرب وتصنعها وتقف خلفها مراكز دراسات اسرائيلية، تهدف إلى التشكيك بالسردية التاريخية العربية.
وأكد أهمية معركة الوعي الدائرة الآن، وخصوصا فيما يتعلق بالسرديات، مشددا على أهمية تعزيز حضور سردية الذاكرة العربية الثقافية والتاريخية في المحتوى الرقمي.
وجرى في الندوة نقاش وحوار ثري وعميق مع الحضور.
وفي ختام الندوة، قال أمين عام المنتدى الدكتور الصادق الفقيه إنه ثمة الكثير مما يحتاج أن يطرح في ثنايا الكتاب، لافتا إلى خطورة السردية الإسرائيلية وتجريد فلسطين من كل ماهو عربي وإسلامي.
--(بترا) م ت/هـ ح