عمان 14 كانون الثاني ( بترا ) – من تيسير النجار - دعا مسرحيون عرب مشاركون في مهرجان المسرح العربي المنعقد حاليا في عمان إلى إعادة النظر باستراتيجيات المسرح في الوطن العربي لتكون قادرة على مواكبة التغيرات التي تحدث في المجتمعات العربية عموما . وقالوا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان اهمية المهرجان الحالي تكمن بكونه يشكل حاضنة حقيقية للفضاء المسرحي العربي . مدير المراكز الثقافية في وزارة الإعلام والثقافة بدولة الإمارات العربية المتحدة المخرج المسرحي حبيب غلوم قال ان المهرجان يشكل دعوة صادقة لدعم المسرحيين والمسرح العربيين كما يشكل فرصة ثمينة لالتقاء الفنانين والتعرف على تجاربهم وخبراتهم . واضاف ان مهرجان المسرح العربي الذي يختتم مساء غد في المركز الثقافي الملكي يتضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان المسرح العربي التي انطلقت برعاية ملكية سامية مساء الثلاثاء الماضي بتنظيم من الهيئة العربية للمسرح وبالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين وأمانة عمان الكبرى ويجسد بشكل عملي فكرة المهرجان التي اطلقها ويرعاها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وقالت المخرجة والممثلة المسرحية السودانية هدى مأمون : " ان اهمية المهرجان العربي الحالي تعود كونه يشكل حاضنة حقيقية للفضاء المسرحي العربي " . وانه لا يوجد خيار بحسب قولها لطرح القضايا المهمة عربيا سوى عن طريق المسرح الذي يشكل فضاءً معرفيا وملاذا للتعبير عن الضمير الجمعي للأمة " . وأضافت مأمون : " ان المسرح التجريبي الذي تشهده الدورة الرابعة للمهرجان يذهب لمناقشة الاسئلة الشمولية التي قد تجد اجابات عن اسئلة النخب والناس ايضا , وربما تبقى اسئلة ليست للاجابة وانما للتفكر والتأمل " . واشارت الى ان المسرح السوداني التجريبي يمر بحالة من الازدهار والتطور على المستوى الدرامي " . وقال الكاتب نواف السعد من الكويت ان فكرة المهرجان مهمة ومميزة كونها تجمع ولا تفرق مشيرا الى ضرورة ايجاد حل لموضوع اللهجات التي تشكل احيانا عائقا لوصول مفردات العرض المسرحي . وقال ان التعاون الجديد لهيئة المسرح العربي مع هيئة المسرح العالمية سيفتح آفاقا جديدة ومهمة لايصال الصوت المسرحي العربي لكل العالم ,وبهذه الخطوة سيدخل المسرح العربي للعالمية . ودعا السعد الى ان يكون لمعالجة قضايا المرأة دور أكبر بين المسرحيات من خلال تسليط الضوء على طروحاتها . واشار الى دور الشباب حاليا في المسرح الكويتي , ووصف المسرحية الكويتية التي عرضت في المهرجان وتحمل اسم ( طقوس وحشية ) بانها شبابية بامتياز وتحمل فكرا توعويا وافكارا جديدة . ودعا مخرج مسرحية بس بقرش محمد الابراهيمي والتي تم عرضها ضمن فعاليات المهرجان إلى إعادة النظر باستراتيجيات المسرح في الوطن العربي لتكون قادرة على مواكبة التغيرات التي تحدث للمجتمعات العربية عموما . وتطرق الى ثنائية المسرح والجمهور متسائلا لمن نقدم مسرحنا ؟ واكد ان المهرجانات عاجزة عن ايجاد حالة مسرحية كونها مرهونة بعروض تقدم لمدة ايام فقط ، وطالب بمسرح يومي يبتعد عن المفهوم التجاري للمسرح ، منوها بان المسرح النخبوي يرتبط باراء النقاد ولجان التحكيم وهذا يسبب ابتعاد الناس عنه, ودعا المسرحيين الى المزيد من الاقتراب لنبض الناس . وقال الكاتب المسرحي العراقي احمد الماجد ضيف شرف المهرجان : " ان مهرجان المسرح العربي في دورته المنعقدة في عمان يشكل اهمية استثنائية تجمع وتوحد بين العرب وقليلة هي المناسبات الثقافية التي تشبهه " . واشاد بجهود دولة الامارات الداعمة للمهرجان والتي وفرت في عمان فرصة للمسرحيين للالتقاء والتباحث ومشاهدة عروض مسرحية جديدة ، والالتقاء بقامات ابداعية مسرحية كبيرة . كما اشاد الماجد بالعرض الاردني عشيات حلم الذي عرض بالافتتاح ، وبالعرض التونسي زهايمر , معتبرا ان المسرح اول من تحدث عن امكانية وجود حلم عربي مشترك يجمع ولا يفرق فيما بيننا كعرب . وقال ان المسرح يشكل مرآة للواقع , والمسرح العراقي يشبه العراق بجرحه وهجرة الكفاءات للخارج , وتمنى ان يتعافى المسرح العراقي وان يعود لممارسة دوره الريادي مثلما كان . وقالت زينب الأوسي من السعودية ان العرب يمكن ان تعرفهم من خلال المسرح الذي يقدمونه فهو ابو الفنون ويجسد ما يحدث بمجتمعاتهم . وأكدت ان على المسرح العربي ان يتبنى اللغة الفصحى ويعتمدها في كل العروض حتى يسهل التواصل بين العرب في مهرجان يجمع بينهم . -- ( بترا ) ت ن / س ط / ات
14/1/2012 - 11:54 ص