مثقفون يؤكدون اهمية ايجاد مشروع لتوزيع الكتاب الثقافي مجانا ( اضاف اولى واخيرة)
2012/02/21 | 14:46:48
الشاعر سعد الدين شاهين يقول ان الكاتب الاردني نشيط على مستوى التأليف والابداع والبحث ويتمتع بسمعة طيبة على صعيد الالتزام بالقضايا الانسانية والعربية والوطنية الجادة , وهذا ما يفسر فوز العديد من الكتاب المبدعين الاردنيين بجوائز عربية وعالمية خارج الوطن معتمدين في ذلك على تسويق انفسهم بأنفسهم واحيانا بمساعدة دور النشر التي تتولى انتاجهم كونه في النهاية يصب في خانة التوزيع والبيع لصالح دار النشر التي تولت الطباعة والتوزيع لالف نسخة .
وأغلب الاحيان كما يتابع تكون الدار قد تقاضت التكاليف سلفا من المبدع نفسه ومن جيبه مقتطعا من مصروف عائلته اذا لم يكن مدعوما من وزارة الثقافة او امانة عمان الكبرى , وفي هذه الحالة يكون نصيب الكاتب اقل من مئتي نسخة يهديها لاصدقائه او معارفه وتنتهي قضية المبدع او الكاتب بحفل إشهار كتابه الجديد واحيانا بخبر خجول في زاوية ثقافية لصحيفة ما .
ويتساءل : هل هذا هو الدور الوطني للتأليف والكتابة والإبداع وهذا هو غرضها ؟ ثم ما قيمة الفكر والابداع المنتج اذا تلخص كله في عنوان يكتب في سيرة المبدع بعد تشرذم توزيع الالف نسخة من منتجه ؟ اليس في ذلك اجحاف للقارئ وللطالب الذي يتعطش لوصول كتاب بين يديه بإمكانات تناسبه ؟ اليس من حقه على كليته وجامعته ومدرسته وبلدية قريته ومدينته أن تضع امامه وفي متناوله منتج بلده الفكري والابداعي ليتواصل معه ويكوّن من خلاله رأيا مستخلصا؟.
ويدعو شاهين الى تبني فكرة ان يتم اعتبار الكاتب ومنتجه ارثا حضاريا باقيا , ومن الواجب دعمه وحتى تنمية قدراته وشراء منتجه من قبل المؤسسات المعنية بالثقافة , وتولي جميع مهمات الطباعة والنشر والتسويق نيابة عنه حتى لا يعاني عند الكتابة والطباعة والتسويق بنفسه .
الشاعر محمد دحيات يقول "ان الدور المطلوب من المؤسسات الثقافية لا يقتصر على صناعة الكتب وترويجها لكن الدور الملح الذي يجب أن تتصدى له يكمن في صناعة القارئ والتشجيع على القراءة.".
ويزيد :" كانت هناك عدة تجارب يمكن اعتبارها طريقة غير مباشرة تقوم على توزيع الكتاب مجانا منها ما تقوم به أمانة عمان ووزارة الثقافة فيما يتعلق بنشر الكتب ودعم إصدارها ، ففي الغالب تكون هذه الكتب بمتناول القراء بالمجان من خلال ما يوزعه الكاتب نفسه على معارفه، أو ما توزعه هذه المؤسسات من النسخ المحددة لها" .
ويشير الى مشروع مكتبة الأسرة الذي جعل الكتب في متناول الجميع بأسعار زهيدة ، متسائلا الى أي مدى اسهمت هذه المبادرة في زيادة معدلات القراءة .
ويقول دحيات ان الفضاء الالكتروني يأخذ حيزا من ساعات القراءة المعتادة تقليديا ، لتقل هذه الساعات بشكل عام ، ويبقى هذا الفضاء متاحا لمبادرات وأفكار إبداعية على المؤسسات الثقافية ابتكارها، وتنفيذها للمساهمة في دعم الثقافة، والتشجيع عليها موضحا ان هذا الفضاء بدأ بإلغاء الطرق التقليدية في المثاقفة وتناقل المعارف والابداعات.
وتعاين القاصة منال حمدي مشهد المؤسسات الثقافية محاولة البحث عن الأسباب الحقيقية التي تجعل من وجودها في ساحاتنا الثقافية نموذجا مغايرا لما هو موجود على الساحات العربية بشكل عام بحيث تصبح والمثقف على قدم وساق في بلورة كل ما من شأنه ايجاد حالة متفردة معنية بالشأن الثقافي وبالكاتب .
وتستطرد ان البيروقراطية اوصلت مؤسساتنا لمرحلة من الروتين الذي اوجد فجوة بين الكاتب وتلك المؤسسات التي تحول دون تحقيق الكاتب لمشروعه بل ويصبح هامشا في خططها الثقافية .
وتقول ان هناك مؤسسات ثقافية خاصة تحاول إيجاد موطئ قدم لها كمحاولة لكسر ذاك الروتين وتلك البيروقراطية , لكن بما ينسجم مع أهدافها الخاصة من مكتسبات ثقافية وغيرها والتي قد لا تروق للكاتب بما أنها تغلّب مصالحها الشخصية على مصلحة الكاتب الباحث عن أرضية صلبة خاصة به تجعل منه محورا أساسيا يستند إلى فكرة تحويل الثقافة إلى كينونة تتنامى مع كل ما يتناغم مع روح الكاتب الخلاّقة.
وتقول ان فكرة اخذ المؤسسات الثقافية على عاتقها توزيع الكتاب الأردني الثقافي مجانا ليست بالجديدة تماما بقدر ما هو الجديد الذي سيطرأ عليها , وما الذي سيطرح ضمنا فيها وكيف ستتبلور خطة العمل لتنفيذها على أرض الواقع مؤكدة أهمية مواكبة هذه المؤسسات لنتاجات الكتّاب بحرص ودراية وأن لا تكون من أسباب البحث عن ساحة خارجية تحقق مبتغاهم .
وتشير حمدي الى اهمية إيجاد حلول حول تلك الكتب التي كثيرا ما تنسى في أروقة المؤسسات الثقافية التي كان من المرجو نشرها لنجد أنها مهملة على الأغلب في المستودعات أو أن يتم توزيعها بطريقة عشوائية كأن الهدف يصبح تنظيف المستودعات منها لتخزين كتب أخرى وإن كان هناك توزيع فلا يكون على الشكل المطلوب وفق منهجية مدروسة ومحكمة بعناية بهدف فتح أبواب لهذا الكاتب كحق مشروع يقدَّم له من خلال تلك المؤسسات الثقافية.
ويدعو الشاعر صلاح ابو لاوي وزارة الثقافة الى ايصال الكتاب الاردني للمتلقى مجانا كمبادرة منها مؤكدا ضرورة تعاون الوزارة وامانة عمان الكبرى واي مؤسسات اخرى كرابطة الكتاب الادنيين والاندية الثقافية لترويج الكتاب الثقافي الاردني الصادر عن الوزارة تحديدا .
اما الشاعر مهند السبتي فيقول انه لا بد من ذكر تجربة محلية مميزة في باب دعم الكتاب وهو مشروع مكتبة الأسرة الذي يتم من خلاله بيع الكتب بأقل الأثمان والتي تكاد لا تذكر، فالرواية كبيرة الحجم تباع بأقل من نصف دينار , لكننا بحاجة الى دعم كتب متنوعة في الفكر والثقافة والفن.
-- ( بترا )
ت ن / س ط / ات
21/2/2012 - 12:41 م
21/2/2012 - 12:41 م
مواضيع:
المزيد من تقارير ومتابعات
2025/11/04 | 12:32:13
2025/11/04 | 10:12:06
2025/11/02 | 18:59:55
2025/11/01 | 13:59:58
2025/11/01 | 12:32:55