بينو : عدم قيام المسؤول بواجبه الإداري يعد فسادا اداريا...إضافة1
وكان رئيس مكافحة الفساد اشار بداية محاضرته الى ان الفساد يعد انتهاكا لمبدأ النزاهة، واعتداء على حقوق الاخرين، وخطرا يتهدد المجتمع، مشيرا الى انه يتغلغل وينشط في بيئة يضعف عند اناسها الوازع الديني والاخلاقي، وينتشر فيها الفقر والبطالة وتتفشى فيها الامية والجهل، إضافة الى تميزها بتدني مستويات دخول افرادها او تواضعها في ظل ظروف معيشية صعبة.
وبين ان تشابك الحياة الاجتماعية وتضارب المصالح بين الدول، وفي الدولة الواحدة، ساهم ببروز صور جديدة
من جرائم الفساد، صاحبها بروز اساليب جديدة ساعدت على حبك جرائم الفساد للافلات من العقاب وفرها للفاسدين التقدم العلمي والمعرفي، وخبراء ماليون وقانونيون استفادوا من قصور التشريعات المالية والعقابية.
واعتبر بينو ان الاردن احدى الدول التي تعيش صور فساد عديدة، مشيرا الى ان بعض قضايا الفساد التي فتحت ملفاتها كشفت لجوء الفاسدين الى اساليب احتيال متقدمة يحتاج الالمام بخيوطها والسيطرة عليها جهود كبيرة وخبرة متميزة وشجاعة في اتخاذ القرار بالتحويل الى القضاء من عدمه، لان اي خلل يرتكب اثناء التعامل مع تلك الملفات يعني في النهاية براءة الفاسدين وتحصينهم، وربما يعني من ناحية اخرى انه اغتيال للشخصية ومساس بسمعة الناس، وبدلا من ان يكونوا متهمين يصبحوا غير ذلك.
وطمئن الجميع في ان الهيئة بدأت تدق ابواب الفاسدين وتقض مضاجعهم، وتقتحم معاقل مراكز القوى في القطاعين العام والخاص دون تمييز، ودون الالتفات الى مراتبهم الوظيفية او مستوياتهم الاجتماعية والعائلية، مستثمرة بذلك دعم وتوجيهات جلالة الملك الذي بين اكثر من مرة انه لا خطوط حمراء امام عمل الهيئة.
واكد ان الهيئة تعمل بمناخ نفسي مريح، مرجعيته وغطاؤه تصميم جلالة الملك على اجتثاث الفساد وملاحقة الفاسدين اينما كانوا او وجدوا كخطوة ضرورية ومهمة على طريق الاصلاح الشامل، مبينا الى ان جلالة الملك هو من اطلق شعار" لا احد فوق المساءلة ولا احد فوق القانون ولا حصانة لمسؤول".
وقال ان الحرب على الفساد تواجه مقاومة شرسة وهجمة مضادة منظمة على الهيئة من فاسدين ومفسدين ومراكز قوى اصبحت تعيش بقلق دائم خوفا من فتح ملفات فسادها، موضحا انهم جندوا "أزلامهم"، واتباعهم من مختلف شرائح المجتمع للقيام بحملة تشكيك بقدرة الهيئة على مكافحة الفساد والتشويش على ادائها،اضافة لاطلاق الشائعات واختلاق القصص بهدف بلبلة الرأي العام وهز صورة الهيئة وهيبة كوادرها في اعين الناس وذلك بعدما لاحظوا ان الهيئة قطعت مسافة كبيرة في كسب ثقة المواطنين واحترامهم، هادفين من ذلك جرها الى معارك جانبية لارباكها.
واضاف "ان مراكز القوى والفاسدين جندوا بعض الكتاب والصحافيين والاعلاميين لاختلاق قصص حول تعامل الهيئة مع بعض القضايا، فتارة يتهمونها بالانتقائية بالتعامل مع ملفات الفساد وتارة اخرى تتعرض لضغوط من جهات مسؤولة كي تغمض عينها عن بعض الأسماء او الملفات، وثالثة، بانها تتعامل مع القضايا الصغيرة والفاسدين الصغار، او انها تفتح ملفات تضر بمصلحة الوطن والاستثمارات وتساعد على هروب المستثمرين، بينما العكس هو الصحيح لان المستثمر يبحث دائما عن الدول التي تتخذ من النزاهة والشفافية اسلوب عمل الى جانب استقرارها امنيا".
واشار الى انه ومن الملاحظة والمراقبة لما يجري والتعليقات على الاخبار التي تنشر انها تحمل ذات الاسلوب وتشابه باستخدام المفردات ولكن باسماء مستعارة واتهامات غير مقنعة لرجل الشارع العادي، وهو ما يحقق الراحة للهيئة ويؤكدا انها على المسار الصحيح.
وقال ان موقف مجلس النواب الاخير بتحويل ملفات الفساد التي كانت لجان التحقق النيابية تنظرها خير دليل على موقف الهيئة الصائب، مؤكدا ان الهيئة ستكون عند حسن ظن القائد ونواب الامة والمواطن.
يتبع.......يتبع
--(بترا)
م ش/م ت/هـ ط
23/2/2012 - 05:30 م