الملك في مقابلة مع الـ "بي بي اس" : الأردن يقف مع الإجماع العربي فيما يتعلق بسوريا
2012/01/20 | 11:52:47
واشنطن 20 كانون الثاني (بترا) - قال جلالة الملك عبدالله الثاني إن الأردن يقف مع الإجماع العربي فيما يتعلق بسوريا، معربا عن أمله في أن يؤدي الحوار مع سوريا إلى أثر إيجابي.
وفي مقابلة مع محطة الـ "بي بي أس"، أجرتها الصحفية مارغريت وارنر ضمن برنامج نيوز أور ، وبثتها اليوم الجمعة، بين جلالته أن "لا أحد يملك إجابة شافية حول سوريا".
وفيما يلي أبرز ما جاء في المقابلة:
وارنر: صاحب الجلالة، شكرا لوجودك معنا. الجامعة العربية على وشك إنهاء مهمتها، اليوم في الواقع، في سوريا؟ ما الذي تعتقد أنه قد تحقق، إن تحقق أي شيء؟
جلالة الملك: حسنا أعتقد ان هذه المهمة مكنت الدول العربية من فهم أعمق لما يجري داخل سوريا ، لقد كانت مهمة مثيرة للاهتمام، وأعتقد أننا حققنا بعض المكاسب وبعض الخسائر ، وأعتقد ان الفائدة منها تكمن في أنها ستساعد على تطوير استراتجية عربية حول كيفية التعامل مع سوريا.
أعتقد أن الدول العربية قلقة جدا حيال ما يجري ، علينا أن ندرك ماهية المرحلة المقبلة وما هي مخرجات قرارات الجامعة العربية، ومن المؤكد أننا في الأردن سوف نلتزم بما تقوله الجامعة العربية وسنتعاون معها، بغض النظر عن ماهية النصائح.
وارنر: ألقى الرئيس الأسد الأسبوع الماضي خطابا شديد اللهجة قال فيه أنه سيستمر في مطاردة الإرهابيين بقبضة من حديد، وقد وجه إهانات حقيقية للجامعة العربية وبعثتها. هل تعتقد أن البعثة قد تركت أي اثر، حتى التخفيف من مستوى القتل؟
جلالة الملك: لقد كان الحال كذلك منذ فترة، أقصد ما دار من نقاشات بين الجامعة العربية وسوريا، وقد خضنا نقاشات ساخنة في القاهرة، وبعثت الجامعة العربية وفودا الى سوريا، وأتمنى ان يتعامل النظام السوري بجدية أكبر مع الجامعة العربية، لأنه في نهاية المطاف، وفي حال تشكل موقف عربي موحد، فعليهم أن يتعاملوا معه بجدية كبيرة، وسوف تكون الأسابيع المقبلة حاسمة حول كيفية تعامل الجامعة العربية مع سوريا والرئيس بشار.
وارنر: لقد قال أمير قطر في برنامج "ستون دقيقة" أن ما يحدث من قتل أمر فظيع ويجب إرسال قوات عربية لوقفه، هل يمكن أن تؤيد أمرا مثل هذا؟
جلالة الملك: حسنا، أكرر من جديد أننا مع الإجماع العربي وعلينا أن ننتظر ما تقرره الجامعة العربية، وأنا قلق فقط من أن بدء أي عمليات عسكرية في أي بلد يجعل من الصعب توقع النتائج ، ونأمل أن يؤدي الحوار واستمرار الضغط على سوريا إلى أثر ايجابي – وأنا أدرك أن ما نشهده في سوريا للأسف سوف يستمر لفترة قادمة.
وارنر: هل تعتقد أن القتل سوف يستمر فعلا بهذه الوتيرة؟
جلالة الملك: لا أعلم إن كان على هذه الوتيرة، لكنني أعتقد ان الاضطرابات وفقدان الأرواح سوف يستمر للأسف ، والمشكلة بالنسبة لسوريا - وأنا في واشنطن منذ عدة أيام أتحدث مع أصدقائنا هنا حول الشرق الأوسط - المشكلة أنه لا يملك أحد إجابة شافية حول سوريا ، وهذا أكثر ما يقلق، لأننا لا ندري ماذا نفعل فالوضع مختلف عن العراق وليبيا، وهناك العديد من المجتمعات الفرعية في سوريا، ما يعني أن الأمور إذا ما تطورت الى مستوى جديد افتراضا، كما ألمحتِ، فإنه لن يستطيع أحد أن يتوقع ما الذي سيحصل وأعتقد أن هذا مصدر قلق للجميع.
وارنر: لقد عرفت بشار الأسد منذ فترة طويلة، وكلاكما في نفس العمر تقريبا، وتوليتما السلطة في الوقت نفسه، وكل منكما خلف حاكما قويا في بلده، وقد قيل لي أنك فعلا أبلغت إدارة أوباما أنك تعتقد أن هذا الزعيم الشاب ذو عقلية إصلاحية بحيث يستطيعون التعاون معه، ما الذي حدث؟ وأين وقع الخلل؟ ما الخطأ الذي ارتكبه؟
جلالة الملك: أنا اعرف الرئيس بشار جيداً وأعرف زوجته وأولاده، وتعرفه عائلتي كذلك وأعتقد أنه يؤمن بالإصلاح في داخله، ويمتلك رؤية، وما أحاول ان أوضحه للناس دوما هو أن النظام في سوريا لا يسمح بالإصلاح ، لذا وبغض النظر عن وجود النية من عدمها، فإن طبيعة النظام السياسي، لا تسمح بحدوث الإصلاح، لأنهم بمجرد أن يفتحوا الباب، فإن كل شيء سوف ينهار كما أعتقد ، ولذا فأنني أعتقد أنه رهين موقعه، وأسير النظام الذي هو مسؤول عنه.
يتبع...يتبع
--(بترا)
ف ح/رع / أ ز
20/1/2012 - 09:48 ص