الرهاب الاجتماعي يعرّض مسيرة صاحبه المهنية والاجتماعية للفشل
2012/02/19 | 13:04:47
عمان 19 شباط (بترا)- من رانيا سابا - " مجرد التفكير بانني ساكون محط انظار الطلبة عند القائي وشرحي للمحاضرة في الجامعة ، يسبب لي قلقا وخوفا شديدين " ..
هذا ما ذكره الدكتور وائل الذي يحمل درجة الدكتوراة في مادة الرياضيات ويعاني من اعراض مرض الرهاب الاجتماعي ، ما اضطره الى رفض تعيينه استاذا في كلية العلوم باحدى الجامعات الاردنية , بعد ان كان يطمح لان يكون استاذا جامعيا منذ سنوات .
قال وائل لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) " بارادتي اخترت العمل بوظيفة ادارية في الجامعة تنحصر مهامها في اجراءات مكتبية فقط ، لكن احساسي بالاحباط والفشل يزداد يوما بعد يوم " .
"من يعاني الرهاب الاجتماعي او (الفوبيا الاجتماعية) يضطر الى تكييف جميع مناحي حياته لتجنب اي موقف يعرّضه لان يكون محط انظار ومراقبة الاخرين ، وتصبح مسيرته التعليمية والمهنية وحياته الاجتماعية معرضة للفشل والتدهور الشديد" وفقا لرئيس جمعية اطباء الامراض النفسية الاردنية الدكتور وليد محمد شنيقات .
ونوه الى ان العديد من المصابين بهذا المرض يضطرون الى الالتحاق بوظائف دون مستواهم التعليمي والثقافي بحيث تكون بعيدة عن التعامل او التماس مع المجتمع وليس لها علاقة مع المراجعين او الجمهور .
وقال انه وبعد ان يدرك الفرد ان مشكلة حقيقية تواجهه وبعد ان يقوده الرهاب ( الخوف) الاجتماعي الى العزلة والاخفاق في مجالات حياته المختلفة يصبح مصيره في نهاية المطاف الاكتئاب.
واشار الى ان ما يقارب عشرة بالمئة من الافراد في المجتمع يعانون من الرهاب الاجتماعي مؤكدا ان العديد منهم يلجأون الى الادمان على الكحول او المخدرات لمواجهة مخاوفهم .
واوضح ان مخاوف الرهاب الاجتماعي تنعكس في صور عديدة منها : خوف الطالب من توجيه سؤال للمدرس امام الطلبة في الصف الدراسي او الى استاذه في المحاضرة الجامعية او العكس كذلك الخوف من القاء محاضرة او كلمة امام تجمع من الناس او في ندوة او التحدث في اجتماع عمل ، والخوف من حضور المناسبات والحفلات الاجتماعية وايضا هناك مخاوف من مشاركة الاخرين الطعام والشراب او قبول دعوة الى مطعم خاصة اذا شملت الدعوة افرادا جددا لم يسبق له التعرف عليهم .
واكد ان الرهاب الاجتماعي هو اكثر انواع الرهاب او (الفوبيا) انتشارا في المجتمع وانه يعد الاكثر تاثيرا بصورة سلبية في حياة من يعاني منه ، ويشكل عائقا حقيقيا امام تقدمه المهني والاجتماعي.
وبين شنيقات مستشار الطب النفسي والادمان ان الخوف يبدأ غالبا بشعور غامض ينتاب صاحبه ، الا ان المريض لا يعرف ماهيته ولا اسبابه ويبدأ فجأة بالمعاناة من تزايد وخفقان في ضربات القلب والتعرق وترتجف يداه ويحمر وجهه ويجف حلقه ويعاني كذلك من ضيق في التنفس لافتا الى ان الاحساس بالخوف يشتد وتنتاب المريض اعراض القلق الشديد كلما فكر او اجبر على المواقف ذات الصلة بالسبب المؤدي الى الخوف.
وقال ان الرهاب الاجتماعي تبدأ خيوطه غالبا في سن المراهقة واذا لم يتم علاجه فان احتمالية التصاقه بصاحبه تبقى مدى الحياة منوها بانه كلما كان العلاج في فترة مبكرة كانت نسبة النجاح اكبر .
شنيقات الذي اشار الى ان الرهاب او الفوبيا بشكل عام تصيب ثلث الناس في فترة ما من حياتهم اوضح ان الرهاب البسيط يتمثل باشكال عديدة ، منها : رهاب الاماكن المرتفعة ، رهاب الاماكن المغلقة ، رهاب الموت ، رهاب الحيوانات ، رهاب من منظر الدم ، وغيرها .
وشدد على اهمية اللجوء الى طبيب نفسي في حالة المعاناة من اعراض المرض مؤكدا ان اساليب علاج الرهاب الاجتماعي اثبتت فعالية كبيرة وكانت نتائجها باهرة .
وقال انه في البداية يتم مقابلة المريض وتقيّم حالته ، وبعد التشخيص يتم تحديد الاسلوب المناسب للعلاج موضحا انه غالبا ينقسم الى شقين ، الدوائي والسلوكي , وان العديد من الاطباء النفسيين يقدمون هذين العلاجين معا ، ومن الافضل ان يقوم بالعلاج السلوكي معالج يحمل عادة درجة الدكتوراة او الماجستير في علم النفس .
واضاف رئيس الجمعية ان العلاج الدوائي يشمل مضادات قلق تخفف من حدة اعراض المرض في المواقف التي تعتبر مصدرا للمشكلة بالنسبة للمريض، وان العلاج السلوكي يشمل جلسات استرخاء وارشادات تعلم المريض كيف يجب ان يكون سلوكه وكيف يتصرف في المواقف التي تشكل مصدرا للخوف والقلق .
وعزا اسباب الرهاب الاجتماعي الى اكثر من عامل موضحا ان الوراثة يمكن ان يكون لها دور في العديد من الحالات خاصة اذا كان في العائلة الواحدة اكثر من فرد مصاب بالمرض .
ولفت الى ان التنشئة الاسرية قد تكون احد اسباب ظهور اعراض المرض مضيفا انه في حالة وجود والدين متسلطين او اب قمعي فان المناخ داخل الاسرة لا يتيح للطفل التعبير عن رأيه وبالتالي يجعل منه فيما بعد انسانا خانعا خائفا عديم الثقة بالنفس .
يجدر بالذكر ان كلمة (فوبيا) يونانية الاصل وتعني الخوف من ...
-- ( بترا )
ر س / س ط / ات
19/2/2012 - 10:59 ص