عمان 22 أيلول (بترا)- أكد الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات "إنتاج"، المهندس نضال البيطار، أن الأردن يتبوأ المرتبة الأولى عربيًا في مجال الأمن السيبراني، وفق مؤشر الأمن السيبراني العالمي، محققًا نتيجة بلغت 98.6 بالمئة ومتقدمًا إلى المرتبة العشرين عالميًا.

وقال المهندس البيطار، خلال مشاركته في منتدى "استثمر في الاقتصاد الرقمي"، إن هذا الإنجاز يعكس الكفاءة العالية للشباب الأردني والشركات العاملة في القطاع، ويبرهن أن الأردن قادر على المنافسة عالميًا، رغم صغر حجمه وعدد سكانه، إذا توفرت البيئة الداعمة والفرص المناسبة.

وبحسب بيان للجمعية اليوم الإثنين، أوضح البيطار أن الاقتصاد الرقمي في الأردن يشهد نموًا متسارعًا، مدعومًا بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يضم نحو 2000 شركة متخصصة، إضافة إلى 450 شركة ناشئة مسجلة على منصات مدعومة من وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة والصندوق الأردني للريادة، حيث يعمل في هذا القطاع الحيوي أكثر من 46 ألف شاب وشابة، وتساهم مساهمته في الاقتصاد بما يقارب 3.6 مليار دينار، وهو ما يعكس وزنه المتزايد في الناتج المحلي الإجمالي.

وأشار البيطار إلى أن الأردن وقع 56 اتفاقية استثمارية مع دول مختلفة، إلى جانب 8 اتفاقيات تجارة حرة، ما يمنح منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات الأردنية مزايا تصديرية فريدة، إذ تُعفى من الرسوم الجمركية بنسبة 100 بالمئة.

وقال إن بيئة الاستثمار المحلية تمنح الشركات العاملة في القطاع إعفاءات ضريبية مهمة، أبرزها تخفيض ضريبة الدخل على أنشطة متعددة إلى 5% بدلاً من 20%، وهو ما يجعل الأردن واجهة جاذبة للاستثمار الإقليمي والدولي.

ولفت إلى أن شركات عالمية كبرى مثل أمازون، ومايكروسوفت، وسيسكو، وهواوي، وكوستنركس، وغيرها، اختارت الأردن مركزًا إقليميًا لعملياتها، وهو ما يعكس الثقة العالمية بكفاءات المملكة.

وأوضح أن نحو 75% من المحتوى الرقمي باللغة العربية المنتشر عبر الإنترنت مصدره الأردن، مما يبرز ريادة المملكة في هذا المجال الحيوي.

وبيّن البيطار أن الأردن يتميز بتخصصات نوعية في مجالات الأمن السيبراني، البيانات الضخمة، البرمجيات، تطبيقات الهواتف الذكية، والخدمات الرقمية المالية، حيث تشهد المملكة ثورة في مجال المدفوعات الرقمية عبر مبادرات مثل "كليك"، مما يقرب الأردن بسرعة من الاقتصاد غير النقدي.

وأضاف أن هناك فرصًا واعدة في قطاعات الصحة الرقمية، السياحة الرقمية، التعليم الإلكتروني، والخدمات اللوجستية، خاصة في منطقة العقبة ذات الموقع الاستراتيجي الفريد، إضافة إلى قطاع الطاقة الذي يتجه نحو الهيدروجين الأخضر ومشاريع الطاقة المتجددة.

وأكد أن جمعية "إنتاج"، التي تأسست عام 2000 وتحتفل بمرور 25 عامًا على إنشائها، تضطلع بدور محوري في دعم شركات القطاع الخاص عبر ثمانية محاور رئيسية تشمل تنمية رأس المال البشري، النفاذ إلى الأسواق، الابتكار، الاقتصاد الرقمي، السياسات العامة، دعم الشركات الناشئة، وتطوير البنية الرقمية.

وأوضح أن "إنتاج" تعمل بشكل وثيق مع مختلف الشركاء من الحكومة، مثل وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، ووزارة التعليم العالي، ووزارة العمل، وهيئة الاعتماد، بالإضافة إلى جمعية المهارات الرقمية، من أجل إعادة تأهيل الكفاءات الوطنية وتطوير برامج تدريبية متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات العميقة.

-- (بترا) غ ح/ ع ط