عمان 5 تشرين الأول (بترا) - قالت مديرة وحدة أمانة المجلس الأعلى للأمن الغذائي الدكتورة ندى فريحات إن الأردن شرع مبكراً، بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحوط وتقليل الآثار السلبية للأزمات الدولية على الأمن الغذائي، سواء على مستوى الأسر أو المجتمعات المحلية أو الاقتصاد الوطني بشكل عام.
وأشارت إلى أن ذلك ساهم بشكل مباشر في تعزيز منعة واستدامة الأمن الغذائي واستقرار سلاسل التزويد والإنتاج والصادرات خلال الأزمات.
وأضافت فريحات خلال محاضرة نظمتها الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع مساء امس بعنوان "رحلة الأردن نحو الأمن الغذائي ونظم غذائية مستدامة" إن ملامح رحلة تحول الأردن في سبيل تحقيق الأمن الغذائي وتحول النظم الغذائية إلى نظم أكثر استدامة وشمولاً وكفاءة، والتي قطعها الأردن منذ قمة الأمم المتحدة الأولى للنظم الغذائية عام 2021، ركزت على محور الحوكمة.
وأوضحت أن هذا المحور شمل تأسيس المجلس الأعلى للأمن الغذائي برئاسة رئيس الوزراء وعضوية وزراء وممثلين عن القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية، بهدف إشراك جميع الأطراف في المشاورات وصياغة القرارات المتعلقة بالأمن الغذائي.
وأضافت أن المسار الوطني لتحول النظم الغذائية في الأردن جرى دمجه في الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي (2021–2030)، وربطه برؤية التحديث الاقتصادي 2033 والخطة الوطنية للزراعة المستدامة (2022–2025)، كما جرى تأسيس قاعدة بيانات وطنية للأمن الغذائي تضم 33 مؤشراً وطنياً بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، والعمل حالياً على إنشاء نظام إنذار مبكر ونظام للمتابعة والتقييم.
ولفتت إلى أن الأردن يعمل حالياً على تأسيس المرصد الإقليمي للأمن الغذائي بدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ليكون منصة لتوفير معلومات تحليلية وتقارير استقرائية وتنبؤات أساسية وتنبيهات بشأن المؤشرات الرئيسة للأمن الغذائي.
وبينت فريحات أن الأردن ترجم المسار الوطني لتحول النظم الغذائية إلى خطوات عملية على أرض الواقع، شملت تطوير التشريعات المتعلقة بالنظم الغذائية وتسهيل انسياب السلع الزراعية، وتوفير مصادر التمويل المدعوم لصغار المزارعين والشباب والمرأة الريفية من خلال رفع المحفظة التمويلية لمؤسسة الإقراض الزراعي إلى 125 مليون دولار.
كما شملت الجهود تمكين المرأة الريفية والشباب من خلال التدريب والتأهيل وتسهيل الوصول إلى التمويل والأسواق، إلى جانب تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لإنشاء ودعم البنية التحتية للصناعات الزراعية وتطوير سلاسل القيمة، وتوقيع 20 اتفاقية مع القطاع الخاص في مختلف مناطق المملكة.
وأشارت إلى أن الأردن أطلق مبادرة "لا لهدر الغذاء" بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الفاو ومنظمات المجتمع المدني، بهدف تقليل فقد الأغذية وهدرها بنسبة 20 بالمئة بحلول عام 2027.
وأكدت أن المملكة تنفذ حالياً، بالتعاون مع مركز النظم الغذائية، مبادرة "تقارب النظم الغذائية والعمل المناخي" كأول دولة عربية تطلق هذا النموذج الرائد، عبر مواءمة تحول النظم الغذائية مع أهداف المناخ ضمن خارطة طريق وطنية شاملة، مشددة على أن هذه الخطوة تمثل التزاماً متقدماً بتحقيق الأمن الغذائي والعدالة المناخية من خلال سياسات متكاملة وتمويل مبتكر وشراكات مع مختلف الأطراف المعنية.
وتخلل المحاضرة التي ادارها رئيس الجمعية الدكتور رضا الخوالدة العديد من الاسئلة والمداخلات التي شددت على أهمية الأمن الغذائي والاهتمام الذي يبديه الاردن بقيادة جلالة الملك لهذا الموضوع الهام.
-- (بترا) ص خ/ب ط
