ابداعات يابانية تصور ما بعد كارثة تسونامي اليابان
2012/04/23 | 18:21:47
عمان 23 نيسان (بترا) - يفيض معرض اليابان ما بعد كارثة تسونامي بالعديد من الرؤى والافكار الانسانية التي تصور تداعيات هذا الحدث المأساوي الذي شهدته سواحل اليابان الشرقية العام 2011 واوقع الاف الضحايا المدنيين وتدمير ابنية وممتلكات ومعدات .
يحتوى المعرض الذي يواصل فعالياته طيلة الشهر الجاري في دار الاندى بجبل اللويبدة على صور ورسومات ولوحات فنية متنوعة لثلاثة مبدعين يابانيين هم : ماكي ساتو وياواكي غواتشي وكازو ايزاوا جسدوا في اشتغالاتهم حجم الماساة الانسانية واطلقوا صرخة مدوية تعلي من شان التضامن الانساني وفي الوقت ذاته اطلاق دعوة للتعاضد والتعاون بين الامم.
التقط المصور ساتو الوانا من الصور لمظاهر الحياة اليومية ما بعد تسونامي مبينا سلوكيات الناس الناجين الذين دفنوا للتو اهاليهم ضحايا الكارثة، مثلما قدم وقائع الحياة اليومية في التبادل التجاري وتحضير الطعام على ارصفة المدينة المنكوبة .
ولفتت الصور الفوتوغرافية الى الوسائل التي اتبعها الناجون من الكارثة في مواصلة حياتهم اليومية بالبيع والشراء والدراسة والتعليم وهم يتخذون اجراءات وقائية من اشعاعات المحطة النووية التي دمرت بفعل تسونامي .
ومن ضمن صور المعرض اختار ساتو الذي يضطلع برئاسة منظمة التبادل الثقافي بين اليابان والعراق حالات انسانية متعددة عانت من الكوارث والمرض نتيجة ازمات الحروب والكوارث الطبيعية.
عالجت اشتغالات الفنانة ياواكي غواتشي باسلوبية فريدة تجنح الى رؤى تجريدية تتناغم باشكال من الفن الزخرفي الفتان في اتكاء على مفردات وعناصر من البيئة اليابانية مثل الزهور والورود التي توظفها بالوان تقتصر على الاسود والابيض وتعيد تشكيلها على مسطح اللوحة في مساحات موزعة باحجام متفاوتة تحيط بخلفياتها صنوف من الاسماك والاشجار وجداول المياه، وكانها ترنو الى استعادة بهاء المكان واطلالته المدهشة على الطبيعة الخلابة .
وللتأكيد على رسالتها الانسانية فان الفنانة غواتشي تلجأ الى تضمين لوحاتها بصور من ماساة تسونامي التي ظلت عالقة في ذاكرة الناس وما تركته من احاسيس نابضة في الانغماس بالطبيعة حيث تزهو في تكوينات وتشكيلات طبيعية الى مدى فلسفي في لعبة بصرية تنفذ الى افاق ابداعية رحبة .
وركزت رسومات الفنان الياباني كازو ايزاوا على تلك الخطوط التي جاءت بقلم الرصاص والالوان المائية التي قاربت الماساة بقتامة لكنها لا تغفل بصيص امال تتسربل بين ثنايا الخطوط والتكوينات.
حافظت رسومات ايزاوا على التقاليد السائدة في بيئته اليابانية ذات الموروث الخصب في تاكيدات بصرية مفعمة بالانحياز الى الانسان في استعادة الق الطبيعة والحياة الى تلك المدن والقرى التي هددتها كارثة تسونامي بالدمار والزوال.
-- ( بترا)
ن ح / ات
23/4/2012 - 03:16 م