وزارة الثقافة تنظم ندوة حول الربيع العربي
عمان4 أيار ( بترا ) - نظمت وزارة الثقافة ضمن برنامجها الشهري مساء أمس في المركز الثقافي الملكي ندوة بعنوان "الربيع العربي إلى أين " تحدث فيها استاذ الفلسفة المفكر الدكتور احمد ماضي.
واكد الدكتور ماضي خلال الندوة التي أدارها الزميل حازم الخالدي، ان الثورات العربية كشفت أهمية تشكيل جبهة وطنية موحدة لتقوية النسيج الاجتماعي وجعله اكثر تماسكا وضمن رؤية واضحة لمعرفة ما يتم انجازه في كل مجال من مجالات الحياة .
وقال إن تكلل أي حراك شعبي بالنجاح والاستمرار رهن بان تكون الوحدة الوطنية صلبة ومتماسكة بحيث لا يمارس أي ضرب من ضروب التمييز بيين المواطنين كافة،لان وحدة الجميع سواء الشباب او الشيب ،أو الذكور أو الاناث وبصرف النظر عن الدين او المذهب او الطائفة أو اللغة وعن المرجعيات يحدد مصير المجتمع.
وأضاف الدكتور ماضي ان الحرص على النهوض في المجتمع ينبغي ان يوحد الجميع ،وتجميد التناقضات الرئيسية او التحفيف من حدتها والالتفات إلى الاهداف الكبرى الموحدة لتكون ضمن الاولويات .
وقال ان غالبية المواطنين في الوطن العربي ينادون بالتغيير عن طريق مشاركتهم بالمسيرات والانخراط في الفعاليات والممارسات والمؤسسات الحزبية لتحقيق أهدافهم مشيرا إلى ان التغيير إما أن يكون إلى الامام ،أو إلى الوراء ،او تقدميا أو رجعيا.
وأشار الى ان التغيير المنشود يجب ان تكون فيه الرؤية واضحة وأن ينقل المجتمع إلى أعلى ويحقق تقدما وإلا فقدنا البوصلة ،وهذا يحتاج الى نضوج ووعي من الجمهور والقائمين على عملية التغيير ،مؤكدا أهمية أن يكون للتغيير مرجعية أو رؤية تتسم بقدر كبير من الشمولية.
وأكد الدكتور ماضي ان التغيير الذي حصل في الوطن العربي غير مسبوق من حيث السرعة ولم يكن ملحوظا من قبل الكثيرين،وان ما حدث جاء نتيجة تراكمات أفضت إلى نفاذ رأي الجماهير ولا سميا الشباب ،مشيرا إلى ان الثورتين في تونس ومصر مهدتا الطريق لغيرهما من الثورات العربية .
وركز في حديثه على الثورتين التونسية والمصرية باعتبارهما بداية الثورات العربية معتبرا ان الثورة التونسية أسهمت في التغيير وهي أشبه بانقلاب اطاح بالسلطة ،فيما كانت الثورة التي اصابت مصر ثورة بيضاء نقية ،قام بها الشباب ،حيث اعتبر خلع الرئيس مبارك حدثا تاريخيا فريدا في تاريخ مصر ، لكن هؤلاء الشباب لم يكن لديهم صورة واضحة بالمشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري أو ما ينبغي عليه أن يكون في المستقبل ،ومرد ذلك عدم الاسترشاد بمرجعية محددة المعالم وعدم اعتمادهم على طليعة تقوم بقيادتهم وتوجيههم.
واشار الى ان الاوضاع السائدة في مصر تتحكم فيها ثلاثة أطراف هي المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تمكن من احتواء الثورة،والحكومة ،ومجلس الشعب الذي يمثل في اغلبيته الحركة الاسلامية المسيطرة على معظم مقاعده.
وقال اننا ربما نحتاج الى دراسات وأبحاث حتى تتضح الرؤية الحقيقية لنتائج الربيع العربي ،خاصة وان هناك تباينا في النظرة إلى التغيير فيما يجري في العالم العربي.
وتطرق الدكتور ماضي إلى بعض الاراء للمفكرين والباحثين حول الربيع العربي مبينا ما ذهب اليه الروائي الليبي ابراهيم الكوني بقوله " إن الربيع العربي لم يبدأ بعد،ويحتاج إلى مواقف اكثر جذرية وان الثورات العربية لم تحقق اهدافها حتى الان "،وأن الحل يكمن بضرورة التغيير الشامل وتحقيق التنمية الشاملة .
وفي نهاية الندوة التي حضرها امين عام وزارة الثقافة مامون التلهوني ،دار نقاش اجاب فيه المحاضر عن اسئلة الحضور حول جوانب عديدة تتعلق بالربيع العربي.
-- ( بترا )
ح خ / م ع / أ ز
4/5/2012 - 02:20 م