مندوبا عن الملك ولي العهد يرعى حفل اعلان خلو الاردن من حقول الالغام .. اضافة 1 واخيرة
وقالت مساعد الامين العام للامم المتحدة المدير الاقليمي لمكتب الدول العربية لبرنامج الامم المتحدة الانمائي امة العليم علي السوسه، ان هذا الحدث هو مثال جيد للعمل المشترك بين مجتمع المانحين في الامم المتحدة والشركاء الوطنيين في مواجهات التبعات المدمرة للحروب والمحافظة على الارواح وتمهيد الطريق امام التنمية البشرية.
وقالت ان الالغام تحصد كل 20 دقيقة حياة شخص في العالم، مؤكدة ان الاردن بهذا الانجاز يسطر على صفحات التاريخ هذه اللحظات التي تدل على تمكن القيادة والحكومة من اجل ايجاد حل شامل ودائم للتحديات الناجمة عن الالغام الارضية.
واشارت الى ان الاردن هو البلد الاول في الشرق الاوسط الذي اعلن خلوه من الالغام هذا العام وفقا للموعد الذي حددته اتفاقية اتوا الاممية لحظر الالغام.
وقالت "نحن هنا اليوم في هدف مشترك وواحد وهو تخليص العالم من هذه الأسلحة المدمرة التي لا تكاد تميز وهي تفرض بتبعاتها تكلفة شخصية واجتماعية باهظة على الضحايا واسرهم".
واشارت الى ما يترتب على الالغام ونتائجها السلبية من عواقب سيئة على المستوى الوطني مثل زهق الارواح واحداث التشوهات الجسيمة والصدمات النفسية، كما تحد من حرية الحركة والتنقل والوصول الى الخدمات الاساسية اضافة الى اعاقة التنمية والتعافي من الكوارث والازمات.
وقالت "يحق للاردن اليوم ان يفخر بقدراته البشرية في هذا المضمار بخاصة البراعة والتحمل والشجاعة التي اظهرتها الاردنيات العاملات في ازالة الالغام".
كما اشادت بقدرات وامكانيات الهيئة الوطنية لازالة الالغام واعادة التأهيل كمثال يحتذى به في المنطقة كافة.
وتحدث في الحفل كمال السعدي احد مصابي الالغام عن تجربته نيابة عن المصابين مستعرضا الصعاب والتحديات التي تواجه المصابين في خوض غمار حياتهم.
وقال " البعض منا كانوا صغارا جدا، مجرد أطفال، وآخرون كانوا كبارا، أمهات وآباء، زوجات وأزواج، جنود ومزيلي ألغام، يحملون مسؤوليات جمة عندما تسببت الألغام الأرضية بدمار عظيم وكارثة مفجعة لحياة كل منا؛ نحن، ضحايا الألغام".
واضاف " رأيت تلك الطاقة في عيون الكثير من زملائي الأردنيين الناجين من الألغام ، الذين يعملون يدا بيد، ويعتنون ببعضهم البعض، ويتفهم احدهم الآخر دون أن ينطق بكلمة، وذلك وبكل بساطة لأننا مررنا بذات تجربة الانفجار، وسرنا على نفس الدرب نحو الشفاء؛ فنجا البعض منا وتعدى الصعاب، والبعض الآخر لم يتمكن.
واشار الى الصعوبات الاقتصادية التي تواجه المصابين بالالغام الذين يعملون إما في الأراضي الزراعية، أو يقطنون في أماكن نائية، الأمر الذي يفرض واقعا أليما وصعبا للعيش بإعاقة جسدية أو بفقدان الأطراف وذلك ليس على الناجي وحده، بل على العائلة جمعاء، الكل يعاني.
وبين ان الأردن عندما وقع على معاهدة "أتاوا" عام 1998، كان بالنسبة للناجين انجازا مهما "شعرنا كما لو أن صرخاتنا الخفية قد استجيب لها، وكانت دفعة كبيرة إلى الأمام. تجددت الحياة والطاقة فينا وقام العديد منا بالانضمام إلى حملة حظر الأسلحة الدنيئة هذه. وأدركنا مسؤوليتنا في مشاركة العالم بتجربتنا، وأن نقدم ذلك في سبيل أمن بلدنا الحبيب، وأمن أطفالنا"
وخلال الحفل الذي عرض فيه فيلم وثائقي يبين الجهود التي بذلتها الهيئة في مكافحة وازالة الالغام تحدث الوكيل يوسف مهيدات من سلاح الهندسة الملكي ووعد الحوري السرحان من الجمعية النرويجية للمساعدات الشعبية عن تجربتها في ازالة الالغام.
وقال المهيدات منذ دخلت بها حقل الألغام امتزجت المشاعر بين القلق والاهتمام والمتعة لان المهمة كانت إزالة الألغام لا زراعتها على نقيض من مهام كثير من جيوش العالم ، فهي تجربة تبقى في الذاكرة حتى نهاية الحياة.
وبين أن التجربة الأولى التي امتزجت بها مشاعر القلق والخوف والسعادة والاهتمام ، ومع الخطوة الأولى داخل الحقل أصبحت لا اسمع إلا همسات ذاكرتي تعيد كل التعليمات والإرشادات الخاصة بإزالة الألغام ، حينها شددت بقبضتي على كاشفة الألغام ، باحثاً بكل هدوء وروية.
وقال ان الالغام ً ، لا تحترم الكبير ولا الصغير ، لا تفرق بين المدني والعسكري، وتدمر الإنسان والحيوان، وتفقر الأرض التي كانت خصبة بالثمار والورود، هذا هو العدو فلا يمكن ان تُقبل العدو.
اما وعد السرحان فأشارت الى انه "في كل صباح تكررت اللقاءات مع تلك الألغام المزروعة على ارضنا، واجهنا فيها كافة أنواع الألغام المضادة للأفراد والمضادة للدبابات، الموجودة في عمق الأرض او على سطحها، او تلك الغارقة بالصدأ والأتربة وتلك التي زرعت على الأرض التي كانت ستكون لولاها منزلاً او مزرعة او مصنعاً او مدرسة او اي شيء نافع لمن يقطن حولها.
وعبرت عن شعروها بالفخر لانجاز المهمة، وقالت "تملؤني السعادة بأن الأردن وصل إلى بر الأمان بعيداً عن شر هذه الألغام التي كانت موجهة الى اهلنا وخير بلدنا".
وحضر الحفل عدد من اصحاب السمو الامراء، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين والسفراء وممثلي الجهات الدولية المانحة والداعمة شركاء الهيئة الوطنية لازالة الالغام واعادة التأهيل.
يشار الى ان برنامج إزالة الألغام لأغراض إنسانية انطلق عام 1993 بجهود كوادر سلاح الهندسة الملكي ودمر مخزون الأردن البالغ 93 ألف لغم عام 2003 وتابع البرنامج اعماله في اعقاب تأسيس الهيئة الوطنية لازالة الالغام والتاهيل التي عملت ضمن استراتيجة لهذه الغاية عملت مع الهيئات الدولية والجهات المانحة على تسريع وتيرة الازالة التي تكللت اليوم باعلان الاردن خال من حقول الالغام.
--(بترا)
ص ع/م ع/ح أ
24/4/2012 - 09:52 م