مسرحية واجه ولكن تحكي عزلة الشباب الفلسطيني
عمان 25 نيسان(بترا)-مجدي التل-عبرت مسرحية "واجه ولكن" لفرقة الحارة القادمة من الاراضي الفلسطينية عن حالة الشباب الفلسطيني الذي يعيش رهينة لعزلتي الاحتلال من جهة والمعيقات المجتمعية المرتبطة بالتقاليد الاجتماعية والظروف الاقتصادية من جهة اخرى واللتين تحولان دون تحقيقهم لتطلعاتهم واحلامهم.
العرض المسرحي الراقص الذي اخرجته رائدة غزالة وعرض ضمن مهرجان فيلادلفيا العاشر للمسرح الجامعي يوم امس على مسرح محمود ابو غريب في المركز الثقافي الملكي، يناقش العقبات والصعوبات التي تواجه الشباب الفلسطيني في حياتهم اليومية، مثلما يطرح من خلال الاداء الحركي والراقص واستخدامات لغة الجسد عددا من الموضوعات الحساسة التي يواجهها الشباب الفلسطيني.
في سياق العرض الذي ساهم الممثلون الستة المشاركون في العرض(3فتيات و3 شبان)، في صياغته وجاء محمولا بفلسفة التجاذب التي تستلزم حالتين متضادتين، تتلخص كل منهما بحالات الانتماء واللا انتماء، أو الائتلاف والاختلاف، أوالتأييد و النفي والرفض، معبرة عن الرفض لما يجري على ارض الوطن من محددات لتطلعات الشباب، والرغبة الجامحة في السفر او التقليد الاعمى، والارتباط المتجذر مع الوطن الذي يحول دون الاستكانة لتلك الرغبة والاستسلام لها.
نجحت المخرجة غزالة من خلال اللوحات التي قدمتها كنماذج للشباب الفلسطيني وعبر استخدامات الاداء الحركي الصامت والراقص، من ايصال الفكرة المطلوبة للمتلقي بوضوح حيث برزت امكانيات متميزة للممثلين من خلال ادائهم المنسجم والمتسق مع سياق العرض المسرحي.
وفي الشكل الخارجي للاداء الجسدي من رقص واستخدامات لفنون الـ"المايم" عبر الممثلون عن صدق الاداء والاحساس باستخدام عالي المستوى وليونة مميزة انطلاقا من مرحلة الصفر (ما يسمى بالارتخاء) وجاء متسقا مع النص والسيناريو والمؤثرات الصوتية.
وتوزعت المؤثرات الصوتية بين الموسيقى الغربية الاوركسترالية التي تنقلت بسلاسة من الحركة البطيئة الى السريعة وبالعكس والشرقية، حيث جاءت بمجملها متناسبة مع ايقاع العرض المسرحي وغالبا متمشية مع اداء الممثل .
وسعت المخرجة من خلال استخدامها المركز للموروث الموسيقي الغنائي لمنطقة بلاد الشام و فلسطين جزءا منه الى ابراز الانتماء الوطني والهوية وتعظيمها في ظل الارهاصات التي يعيشها الشباب الفلسطينيون.
وفيما يتعلق بعنصر الاضاءة جاء التوزيع موفقا من حيث الكمية واللون والكيفية والتدرج إضافة الى التوقيت الذي راعى الانتقال والاختلاف بين اللوحات في مشاهد العرض دون تلكؤ والانسجام مع السياق المسرحي العام، مثلما عبرت الالوان المستخدمة في الاضاءة لاسيما الدافئة عن التوازن والتعادل بين الضوء والظل إضافة الى انها اعطت الشخصيات المسرحية أبعادها الثلاثة والانفعالات السيكولوجية التي يتضمنها النص.
ويختتم العرض الذي كانت لغة الجسد حاضرة فيه بقوة، بعبارات يرددها الممثلون "كثير حاولنا نحكي ولكن راح نظل نحاول لانه بارادتنا بنكسر كل الحواجز".
--(بترا)
م ت/حج
25/4/2012 - 11:18 ص