سمر تتحدى الفقر والجوع وتنشىء مشروع للتطريز والحياكة بالزرقاء
2012/05/13 | 19:59:47
الزرقاء 13 ايار(بترا)- لم تتوقع سمر النجاح الذي حققته بعد أن كادت تكون إحدى ضحايا الزواج المبكر و العادات التي لا تنصف احيانا المرأة ، إلا أنها وقفت بعد تعثرها و أصرت على الاستمرار فنجحت.
سمر 35 عاماً ,تسكن احدى قرى الزرقاء الفقيرة ,جسدت مثالا لقصة نجاح امرأة تحدت الظروف ، واستطاعت فعل الكثير عن طريق الإرادة.
تقول سمر لـ(بترا) "كنت طفلة في السابعة عشرة من العمر، متميزة في دراستي اذ كنت ادرس في الصف الحادي عشر ، و حصلت على أعلى الدرجات رغم الظروف الاقتصادية السيئة التي كانت تعيش فيها أسرتي، و مع ذلك لم أفكر يوماً أن العادات و التقاليد ستخطفني من بين كتبي التي عشقتها، و حلمت بمستقبل باهر من خلالها"
وزادت سمر :"من المؤسف أن العادات و التقاليد احيانا تظلم المرأة ، بحيث يزوج الناس الذين يعانون قلة الدخل بناتهم دون النظر إلى أعمارهن،و هل هي مؤهلة لأن تصبح زوجة و تتحمل كل أعباء الزوجية و الإنجاب وتربية الأبناء أم لا، كل ما يهم هو التخلص منها دون أي تفكير بمستقبلها العلمي حتى لو كانت من المتفوقات"
و قالت "كنت واحدة من ضحايا هذه العادات السيئة، حيث زوجت وأنا في سن مبكرة ، و للأسف لم يستمر الزواج طويلا لأنه بني على أسس خاطئة"
و اضافت: "بعد الطلاق صممت على مواصلة دراستي الثانوية و الجامعية، إلا أن نظرة المجتمع للمطلقات كادت أن تحول دون ذلك، إلا أنني أصررت على المواصلة، على الرغم من كل ما واجهته من عدم تقبل المجتمع لهذه الحالة ( المطلقة ) وسد كل باب قد يساعدني للخروج من الضغوط النفسية,مبينة انها تابعت دراستها و حصلت على شهادة الثانوية العامة وبعدها الدبلوم المتوسطة ضمن تخصص تفصيل و تصميم الأزياء .
وبعد نيلها شهادة الدبلوم تقول سمر انها حصلت على عدة فرص تدربت من خلالها و صقلت خبراتها في هذا المجال، حتى أكرمها الله بعمل لمدة عام زادت من خلاله امكاناتها العملية والنظرية ،و تواصلت مع عدة مؤسسات و جهات تعنى بهذا المجال، ووجدت إقبالا من العديد منها، و أصبحت لديها فرصة عمل وفرت لها قاعدة أساسية لبناء مشروع خاص بها.
حصلت سمر على فرصة نوعية من قبل احدى المؤسسات التي تقدم القروض لاقامة المشروعات , وانشأت مشروعا في مجال تخصصها، لتصبح مصدر دخل لأسرتها الفقيرة ولغيرها .
وقالت انها اصبحت سيدة منتجة و انشأت مشروعا لتصميم الملابس النسائية في منزلها، إلى أن تلقت تشجيعاً آخر من قبل شخصيات وجمعيات ومؤسسات أعجبت بعملها و استطاعت بعدها أن تفتتح محلاً تجارياً كبيراً للتطريز و حياكة الملابس، وأصبحت من سيدات الأعمال في المنطقة بعد أن كانت تنتظر وعائلتها المساعدات الإنسانية من المؤسسات الخيرية، ووفرت لعائلتها المكونة من 12 فرداً ما تحتاجه, اضافة الى منزل واسع وسيارة لتوزيع المنتجات واخرى لنقل العاملات لديها من والى موقع العمل .
و دعت سمر جميع الفتيات من مثيلاتها الى أن يكسرن حاجز الصمت الذي يعشن فيه، و أن يكون لديهن وعي كبير بما يدور حولهن، لان المشكلة الأساسية حسب سمر تكمن فيمن حولنا و ليست فينا، لذلك علينا ألا نكون عبئاً على أحد.
--(بترا)
ن م /م ب
13/5/2012 - 04:53 م
13/5/2012 - 04:53 م
مواضيع:
المزيد من محافظات
2025/11/13 | 22:53:54
2025/11/13 | 22:43:57
2025/11/13 | 22:34:46
2025/11/13 | 22:26:12
2025/11/13 | 21:24:09