عمان 25 نيسان ( بترا ) - أكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة ان الخطط تجري على قدم وساق للتحول نحو جامعة مصنفة عالميا حسب مقياس (Times Quest) خلال عام وذلك كخطوة تطويرية تأتي استحقاقا في ذكري اليوبيل الذهبي للجامعة. وقال الطراونة خلال افتتاحه اليوم العلمي لكلية الآداب الذي تناول محور بناء الشخصية الوطنية ان الجامعة ترسخ بناء شخصية وطنية وتصوغ رسالتها من المبادئ التي تحفظ شخصية الأمة وكيانها أمام التحولات العربية والعالمية . وأضاف ان اليوم العلمي للكلية يكتسب أهمية قصوى من خلال تركيزه على بناء الشخصية الوطنية وفق رؤية تقام على مبادئ الإصلاح والتنوير لأحداث التنمية السياسية المطلوبة . واستذكر باعتزاز الرسالة النبيلة التي حملها أعلام هذه الكلية على مدى خمسين عاما من عمر الجامعة ، مؤكدا أن قادة الفكر من الأدباء والمؤرخين والسياسيين الذين أنجبتهم هذه الكلية بسطوا حضورهم على المشهد الثقافي . وتحدث في حفل الافتتاح عميد الكلية الدكتور عبد الله عنبر حول دور الكلية ورسالتها وإسهاماتها في بناء الشخصية الوطنية للطلبة ليتمكن كل طالب من القيام بمسؤولياته ومواكبة التحديات التي تعصف بالفكر العربي والعالمي. وقالت مقررة لجنة اليوم العلمي الدكتور ماجدة عمر إن بناء الشخصية الوطنية من أهم التحديات التي تواجهنا اليوم على مستوى الجامعة مؤكدة على ضرورة فتح قنوات الحوار البناء فيما بين الطلبة وبين أعضاء الهيئة التدريسية بما يعزز القيم السلوكية الايجابية . ودعت الدكتورة امتنان الصمادي – عريفة الحفل – الى نبذ ثقافة الخوف وتحرير العقل والانطلاق نحو افاق الابداع والانتماء الوطني والحقيقي. وفي الجلسة الاولى التي عقدت بعنوان " المواطنة والتنمية السياسية " تناول الدكتور فيصل الرفوع السياسة الخارجية الاردنية مبينا ان تاثير السلوك السياسي الخارجي لاي دولة ينعكس على موقع تلك الدولة على خارطة الثروة والقوة والحجم سكانيا واقليميا . واضاف الرفوع انه بالرغم من فقدان الاردن لمقومات القوة التقليدية المعروفة فان الاردن يلعب دورا مهما في العلاقات الدولية . واشار الدكتور عبد المجيد الشناق في ورقه قدمها بعنوان دور الجامعة في التنمية السياسية الى ان ما يقارب المليون ونصف المليون من سكان المملكة يذهبون الى المدارس والمعاهد والجامعات . واضاف ان التنمية السياسية في الجامعات تتطلب توفير الارضية القانونية وايجاد الفكر الوطني وتوفير الدعم المادي . وحدد الدكتور يوسف ابو حميدان في الورقة التي قدمها اشكال وسلوك الانتماء مشيرا الى التجربة اليابانية في النظام التعليمي الذي يركز على تنمية الانتماء والشعور بالجماعة والمسؤولية لدى التلاميذ تجاه المجتمع . وتساءل الدكتور بكر المجالي عن مفهوم المواطنة مشيرا الى ان التاريخ الاردني حافل بالتضحيات والشهامة للأردنيين. وفي الجلسة الثانية التي تناولت محور تجليات اللغة والهوية وتحديات العولمة حيث تطرق الدكتور ناصر الدين الاسد الى تجليات اللغة والهوية وتحديات العولمة . وتناول الأسد جملة من المسائل المتصلة باللغة عموما واللغة العربية على وجه الخصوص ولاسيما من جانب صلتها بهوية الأمة. وقال الدكتور نهاد الموسى ان للعربية في المشهد المعاصر منظومتان من القيم والقوى اما القيم فانها لسان التنزيل المحفوظ بالعهد الالهي وانها لسان التراث العربي والاسلامي ولسان التواصل الجامع للامة، وأما القوى فإنها تضعف في الثنائية اللغوية التي اعقبت رحيل المستعمر واعقبت فينا حيرة عطلت فعالية اللغة العربية . وسلط الدكتور محمد الدقس الضوء على العولمة والهوية الثقافية مشيرا الى ان العولمة ظاهرة تاريخية قديمة نتجت عن التطور الاجتماعي والاقتصادي . واكد ان تاثير العولمة على الثقافة العربية ضعيف في ظل تميز هذه الثقافة وقيامها على اركان راسخة هي العقيدة الاسلامية واللغة العربية والتراث . اما الجلسة الثالثة التي ادارها الدكتور عبد الله عنبر تناولت مضامينها تحديات بناء الشخصية الوطنية . وقدم وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد نوح القضاة نماذج ايجابية لارتباط الفرد بوطنه اهمها الارتباط الروحاني بالوطن وليس الرابط الذي يتركز على مصلحة نفعية . واكد القضاة ان من اهم محددات بناء الشخصية الوطنية الصدق مع الله سبحانه وتعالى ومحبة الخير للاخرين وان ننظر للناس على انهم سواسية لافتا الى ضرورة ان يراقب كل واحد منا ذاته . واستعرض وزير الاعلام الاسبق الدكتور نبيل الشريف التغييرات التي طرات على المشهد الاعلامي خلال السنوات الخمس الماضية خصوصا تدفق المعلومات في ظل ظهور( الانترنت )ومواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت اهم الوسائل الاعلامية في الوقت الحاضر . وقال الشريف ان الصحف الورقية ستستفيد من ادوات الانترنت مؤكدا في هذا الصدد ان مقومات بناء الشخصية الوطنية هي الحرية والابتعاد عن الابتزاز وحق الحصول على المعلومة والتعددية في وسائل الاعلام . وتطرقت مديرة وحدة الاعلام والعلاقات الثقافية والعامة في الجامعة الدكتورة رولى الحروب الى دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تشكيل الشخصية الوطنية مشيرة الى أن الاسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة ووسائل الاعلام والنوادي الثقافية والرياضية وغيرها من مؤسسات المجتمع تلعب دورا مهما في بناء منظومة القيم وتشكيل الافكار والاتجاهات والدوافع الداخلية والخارجية التي تصوغ الشخصية وتحرك السلوك. واضافت الحروب ان ملامح الشخصية الوطنية التي نريد يجب ان تتصف بالتوازن والاعتدال والوسطية فيما ترتكز صفات الشخصية على الصدق الذي يعتبر مفتاح النجاح والامانة والنزاهة والحفاظ على المال العام والمرافق العامة والتكافل والتسامح واحترام الاخر والتعاون والخيرية والايثار والتعاطف والعدل والتفكير الناقد والابداع والاصالة والتجدد واحترام القانون والتنوع والتعددية والالتزام بقواعد الشفافية والمساءلة والمرونة والانفتاح الفكري. وحددت الحروب في حديثها مكونات الانتماء التي تشمل الشعور بالاحتواء والقبول والاحترام مؤكدة أن الانتماء لا يتكون بالوعظ والارشاد بل بالفعل والقدوة الحسنة والتعزيز الايجابي واشعار الافراد أنهم مرحب بهم ومقبولون ومحترمون في بيئتهم وأنهم يحظون بالدعم والمساندة حيث يحتاجونها. وكرمت الكلية مجموعة من طلبتها حيث سلم الدكتور القضاة خلال الجلسة الجوائز التقديرية للطلبة المتميزين الذين تمثلت فيهم قيم المبادرة والمسؤولية والابداع وهم عبد السلام منصور وبهاء القضاة وعبير خليفات . ع ط / س ط
25/4/2012 - 03:12 م