العرض المسرحي سندويشة لبنة عانى من غياب البناء الدرامي
عمان 6أيار(بترا)-مجدي التل-غاب ترابط لوحات البانتومايم في بناء المشهدية الدرامية بالعرض المسرحي
الذي قدمته فرقة سرية رام الله القادمة من فلسطين، على مسرح هاني صنوير في المركز الثقافي الملكي
مساء امس الاحد في اولى عروض مهرجان ليالي المسرح الحر الذي انطلق امس.
العرض الذي بدا بانه يبشر بتقديم إمتاع وتميز في استهلالية تمثلت بصعود عدد من الممثلين
على الخشبة وتقديمهم لأداء حركي صامت (بانتومايم) في عمق المسرح، صاحبته خلفية موسيقية ذات إيقاع بطيء
متسق بانسجام مع العرض، ما لبث ان فقد تواصله فيما بينه، ومع الجمهور خلال تتابع لوحات البانتومايم التي عجزت
عن ربط الافكار وتشكيل بناء درامي مكتمل، مكتفية باستحضار مهارات الفريق المسرحي من ليونة وتناسق في فن الاداء
الحركي والرقص التعبيري.
الرؤية الاخراجية للعرض الذي إتكأ في نصه الاصلي للكاتب ابراهيم جابر ابراهيم، وطوع العديد من قصائد الشاعر محمود درويش
غنائيا، سعت من خلاله الى نقل معاناة الانسان الذي يعيش الحرب ويكون على هامش الحياة مجسدا حوارية لفتاتين ميتتين
(سقطتا في حرب غزة الاخيرة) في احد مشاهده الاولى، والتي تعد مفتاح العرض، حيث تمثل رغبة احداهن البسيطة بالحصول
على سندويشة لبنة كانت تتوق لها او تهم باكلها لحظة مقتلها، أسمى حالات النزف الانساني بعيدا عن كل ما يحيط عالمي الموت
والحياة من تفاصيل اخرى.
العرض الذي لم يخل من إسقاطات ودلالات عبرت عن حالة المواطن الفلسطيني رهن الاحتلال وتداعيات الحروب حيث يكون هو الخاسر الوحيد، ابرز في ثيمته الاساسية توق ذلك الانسان بان يمارس ابسط رغباته واحتياجاته الانسانية بعيدا عن ما يشوب محيطه من تعقيدات وآلام وهواجس، وساهم الاداء المنطوق وغير المنطوق للفريق والذي جاء موفقا، بابراز تلك الحالة.
ولعل مشهدية الفتاة والشريط اللاصق الذي لف حولها في أداء حركي متميز إضافة الى اللوحات التي قدمت وبتوظيف غنائي موسيقي
لقصيدة درويش "نحن من الشاطيء بشر يتعذر الوصول اليهم مع انهم قريبون مرئيون..." ابرز المشاهد التي حملت دلالات مشبعة بمختلف عناصر السينوغرافيا في تلك اللحظة وبانسجام متسق، الا ان دلالات اخرى تاهت في حمل المضامين المطلوبة للتكامل مع العمل، والوصول للمتلقي دون غموض.
في سياق العرض الذي شارك فيه 8 ممثلين وممثلات، وحضرت فيه لغة الجسد في مدلولاتها واشكالها التعبيرية ورغم غياب الهارموني في إنهاء الجملة الحركية في كثير من الاحيان في اللوحة الواحدة، والانتقال الى التي تليها، لم يظهر فيه وضوح إشتغال المخرج على عنصر الاضاءة في مقدمة او عمق المسرح، لتتكامل مع الموسيقى والاداء الحركي (منطوق او غير منطوق) المميزين، بحيث لم توظف بالشكل الذي
يعمل على تأديتها دور مساعد يعمل على ربط الافكار التي جاءت متناثرة عبر اللوحات والمشاهد المختلفة، وجاءت ثابتة في معظم مشاهد العرض.
ويختتم العرض المسرحي مشاهده بالاستهلالية ذاتها التي تجسد حوارية الفتاتين المقتولتين والرغبة في سندويشة لبنة وذلك في اداء حركي بشكل متماثل لكليهما مصاحب لموسيقى بايقاع بطيء تغلب عليها الالات الوترية فيما تقول احداهن للاخرى "عم افكر في سندويشة اللبنة التي كانت على العرباية ، يالله راح اموت على سندويشة لبنة".
--(بترا)
م ت/هـ
6/5/2012 - 05:56 م