الإعلام الرسمي بين محرمات الماضي ووقائع جديدة فرضها الشارع والتكنولوجيا (إضافة اولى واخيرة )
2012/04/25 | 19:10:48
د. محمد الحموري : لا يجوز للإعلام الرسمي ان يستمر بذات النهج العرفي الامني
الخبير الدستوري الدكتور محمد الحموري اكد انه حين تنشر وكالة الانباء الاردنية (بترا) رأيا لي عن مدى دستوية قانون الانتخاب فهذه خطوة للأمام في وقت لم تتجرأ وكالة (بترا) في السابق على نشر انتقادي للحكومة ، وكونها سألتني عن رأي سواء كنت معارضا للحكومة بقضية ما فهذا امر جيد.
واعتبر ان على وسائل الاعلام الرسمية الاخرى ان تبتعد عن نهج الدعاية والتلميع للحكومات وان تفتح المجال للراي الآخر الذي لا يشتم بل يحلل ويصل الى نتائج سواء أكانت مع توجهات الحكومة ام ضدها وكشف اخطائها ومخاطبة الرأي الاردني ، بعيدا عن الاجتزاء والحذف الذي يؤدي الى تشويه ما يقال.
وقال " الاعلام الرسمي في هذه المرحلة لا بد له ان يتجاوب مع هذه التغيرات التي فرضتها المرحلة ويخرج عن قوالب الماضي وقيوده ".
ورأى ان على الاعلام الرسمي ان يفتح الباب لجميع التوجهات سواء اتفقت أم لم تتفق مع الحكومة ونهجها ، بالمقياس أننا اردنيون .
وتابع "واذا تعاطى الاعلام الرسمي على هذا المقياس بأن يبدي رأيه مجموعة من المواطنين لديهم القدرة على تحليل ما يجري ومباركته او نقده وتقديم وجهة نظرهم حياله وبهذه الطريقة يمكن للوطن ان يستفيد من عقول جميع ابنائه.
وفي حديثه عن اعلام الدول المتقدمة بين الحموري انه عندما يظهر رئيس حكومة احدى تلك الدول على التلفزيون لمدة عشر دقائق فإنه يعطى بالمقابل الحق للمعارضة بمقدار الوقت ذاته، لافتا الى ان المغرب نص دستورها صراحة "على ان يخصص الاعلام الرسمي وقتا كافيا للمعارضة ولأصحاب الطروحات".
وحذر من مواصلة الاعلام الرسمي الاردني العمل بذات النهج ،وقال "لا يجوز للاعلام الرسمي ان يستمر بذات النهج العرفي الامني السابق او النهج المتماثل المغلف بقوانين مؤقتة وادارات عرفية تحت ما يسمى ديمقراطية (...) فنحن نريد الآن مرحلة جديدة ديمقراطية يتطابق فيها الاسم مع المضمون.
د. تيسير ابو عرجة: لا بد من رفع سقف الحريات وتعزيز مهنية الاعلام الرسمي
ورأى رئيس قسم الصحافة والاعلام بجامعة البترا الدكتور تيسير ابو عرجة اننا بحاجة الى تعزيز المهنية للاعلام الرسمي بحيث ينافس المحطات والقنوات التي تحظى بالمشاهدة الكبيرة من الجمهور سواء أكان الاردني ام العربي والاستفادة من الطاقات المبدعة الكبيرة التي يتميز بها الاردن من كتاب ومفكرين واعلاميين لتقديم اعلام اردني قوي يحظى بالاستماع والمشاهدة.
وقال " لا بد من رفع سقف الحريات لأن الحرية الاعلامية تحيي المجتمع وفيها متنفس لجميع الآراء وهي تسمح بالتعددية الشرعية التي تغني المجتمع وتعزز ديمومته واستمراره".
واشار الى ان الحرية الاعلامية تعزز توجهاتنا في الاردن نحو الاصلاح والديمقراطية، وهي ذراع اساسي للاصلاح وتعني ان يشارك المجتمع في خدمة بلده ووضع الاسس السليمة لحاضر ومستقبل الاردن.
وشدد ابو عرجة على ضرورة تعزيز المؤسسات الاعلامية ماديا واداريا خاصة التلفزيون الاردني العريق بعمره وتجربته والذي يحتاج الى تعزيز لأجهزته ومعداته والى ايجاد التجهيزات الحديثة حتى يكون قادرا على الوصول للجمهور والى ساحة الحدث.
ودعا الى ضرورة ان ينفتح الاعلام على المؤسسات التعليمية الجامعية فنحن بلد يعتز بهذا الكم الكبير من الجامعات قياسا بعدد السكان التي تزخر بالطاقات الشبابية المبدعة المتطلعة للمشاركة وان يكون لها دور ينفي عنها صفة العنف الجامعي الذي يعطل الطاقات.
ووفق تصور الدكتور ابو عرجة فإن "ما يهمنا ان يكون الاعلام اعلام دولة وعلى قدر طموحات الوطن معبرا عن احتياجات مواطنيه ومواقفهم".
واشار الى ضرورة الإفادة من المبدعين والكفاءات الاردنية والذين تم الاستعانة بهم في الوسائل الاعلامية العربية وابدعوا، ما يعني ان الاعلام الذي نريد هو من يزيل العوائق التي تعترض تطويره وتقدمه خصوصا من النواحي الادارية المالية والمهنية.
ورأى ضرورة ان يكون للاعلام دور اساسي في عملية التغيير التي يقوم بها الاردن بنجاح لأن تجربتنا الاردنية ينظر اليها باحترام خاصة انها تجربة الاصلاح الهادئ العقلاني الرشيد والمتدرج الذي يبتعد عن العنف واراقة الدماء.
علي ابو السكر: الاعلام الرسمي رغم محاولات تطويره ما يزال مترددا
وقال القيادي في الحركة الاسلامية المهندس علي ابو السكر ان الاعلام الرسمي رغم محاولات تطويره ما يزال مترددا ولم يرتق الى مستوى الحدث.
واعتبر ان قوى الشد العكسي ترجع الإعلام الى الخلف رغم وجود كفاءات مهنية كبيرة قادرة على تقديم اعلام وفق المعايير المهنية والاخلاقية.
ودلل على قوله بأن المعارضة لم تأخذ حصتها الكافية في الاعلام الرسمي الذي هو " اعلام حكومة، وليس اعلام دولة".
وقال ابو السكر ان المساحات التي تخصص للمعارضة ضيقة ويجب تحرير الاعلام من سطوة التدخلات التي تفرضها جهات حكومية وامنية، لافتا في هذا الصدد الى ان المحطات الفضائية والمؤسسات المستقلة تفتح مساحات واسعة لاستضافة المعارضة ورموزها.
ودعا الى " ان لا يبقى الاعلام الرسمي مطبلا ومجاملا للحكومات " حسب رأيه.
وقال " رغم ذلك فإنني اشكر محاولات الاعلام الرسمي في الخروج عن القيود المفروضة عليه والانتقال الى مرحلة اعلام دولة".
ورأى ان الاعلام طالما انه منضبط في اداء رسالته بحيادية وفق القانون والاخلاق فإن دوره يكون مسؤولا "، مبينا ان الاعلام الرسمي لم يأخذ فرصته في ان يكون اعلام دولة.
د. فهد الفانك : إعادة وزارة الاعلام ضرورية اذا كان هناك اعلام رسمي
ورأى الكاتب الصحفي الدكتور فهد الفانك ان الاعلام الرسمي يجب ان يكون إعلاما اولا، وهو عمل صحفي من شروطه تعزيز الحرية والرغبة في ممارستها.
وقال ان الحكومات تتحمل المسؤولية عن اخطاء الاعلام الرسمي اذا لم يكن حرا ولكن احدا لن يلومها اذا كانت هناك قناعة بأن الاعلام الرسمي حر.
وبين ان على الاعلام الرسمي ان ينفتح على الجميع ليكون اعلام الدولة والوطن وليس اعلام حكومة فقط، مؤكدا ان وجود الرأي الاخر في الاعلام الرسمي يعطيه ثقة ومصداقية.
وقال ان الاعلام الرسمي يحتاج الى تمويل سخي ، وان يكون قريبا من القرار قبل صدوره وان يعرف الرسالة التي عليه ان يحملها.
وقال الفانك ان اعادة وزارة الاعلام ضرورية اذا كان هناك اعلام رسمي غير انه عاد ليؤكد ان المهمة تظل صعبة في ظل المنافسة العربية والدولية.
د. عبير النجار: على الاعلام الرسمي ان يضع نفسه بالمقدمة ويواكب المستجدات
ورأت مديرة المعهد الاردني للاعلام الدكتور عبير النجار ان الدور الملقى على عاتق الاعلام الرسمي هو ان يخبرنا ماذا يحدث في البلد وان يتعامل مع الجمهور بذكاء لا ان نرى ونسمع ما يشهده الاردن من احداث من المحطات والمصادر الصحفية الاخرى.
وقالت ان على الاعلام الرسمي ان يقوم بإخبار المواطنين عن اخر المستجدات من موقع الحدث، متسائلة "لماذا اسمع انا كمواطنة عما يحدث في الاردن من محطات فضائية؟، اليس ذلك مسؤولية الاعلام الرسمي ممثلة بوكالة الانباء الاردنية والتلفزيون الرسمي!.
ولفتت الى ضرورة الحديث عن مسيرة الاصلاح التي يمضي بها الاردن بوضوح وشفافية وان يفتح الاعلام ابوابه على قوى المعارضة، وعلى جميع الآراء وافكار المواطنين وتوجهاتهم السياسية.
وشددت على ان على الاعلام ان يستجيب لمتطلبات المواطنين ويحاكي خبراتهم اليومية.
واعتبرت النجار ان نقل الاعلام الرسمي لما يدور من احداث على مستوى البلد من شأنه ان يقطع الطريق على الاشاعات وتداول الاخبار غير الصحيحة التي لا تعكس حقيقة ما يحدث.
وبما ان الاعلام الرسمي الذي يتملك المصادر والطواقم المؤهلة كما تقول النجار فإن عليه ان ينهض بدوره من خلال وضع نفسه في المقدمة، وصولا الى إعلام المواطن وليس اعلام حكومة.
--(بترا)
م ح/ص ع/اح / س ط
25/4/2012 - 04:05 م
25/4/2012 - 04:05 م
مواضيع:
المزيد من محليات
2025/11/13 | 22:50:34
2025/11/13 | 22:09:55
2025/11/13 | 21:28:46
2025/11/13 | 21:18:20
2025/11/13 | 20:11:24