اصلاح ذات البين ينتقل من العمل الفردي الى المؤسسي المنظم
عمان 17 نيسان (بترا) – من رياض ابو زايدة - تطور المجتمعات المدنية والحضرية وتوسعها في السنوات الاخيرة أدى الى قيام مؤسسات مجتمعية منظمة هدفها المحافظة على السلم الاجتماعي .
وانعكس هذا التطور على موضوع اصلاح ذات البين بين المواطنين داخل المجتمع الواحد ، لتتأسس جمعية المودة والرحمة واصلاح ذات البين الخيرية والتي تؤدي دورها من خلال لجان اصلاح تتوزع في العاصمة وعدد من المحافظات، بعد ان كانت هذه المهمة في الماضي تعتمد على المبادرات الفردية واشخاص بعينهم عرف عنهم اصلاح ذات البين .
رئيس الجمعية عبد الحليم العواملة يقول لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان تدخل لجان الجمعية في اصلاح ذات البين بين المواطنين يبدأ من خلال تقديم طلب مكتوب وموقع للجمعية توضح فيه المشكلة واسبابها واطرافها حتى يتحرك اهل الاختصاص وهم على علم ودراية بحيثيات الموضوع.
ويضيف ان الجمعية تسعى الى رأب الصدع واصلاح ذات البين , والمشكلة ما تزال في مهدها سواء كانت لدى الحاكم الاداري او رئيس المركز الامني بحيث لا تتسع ويصعب السيطرة عليها مشيرا الى ان حل المشكلات في المركز أفضل من اجل المحافظة على اسرار المواطنين.
ويبين ان نطاق عمل الجمعية في اصلاح ذات البين يتوزع من خلال سبع لجان , خمس منها في العاصمة فيما توجد لجنة في الزرقاء ، واخرى في السلط ، ويترأس كل لجنة شخص معروف في هذا المجال ضمن النطاق الموجود فيه .
وتتعامل لجان اصلاح ذات البين في الجمعية مع قضايا المشاجرات وحوادث السير والقتل والقضايا المتعلقة بالعرض .
ووفق احصائيات الجمعية فانه تم منذ تأسيسها العام 2009 التعامل مع 334 حادث سير و408 مشاجرات و148 قضية قتل و27 قضية تتعلق بالعرض و103 اصلاح ذات البين بين الازواج .
احدى اعضاء الجمعية (ام حاتم فريحات) اقتحمت مهمة اصلاح ذات البين ، تلك المهمة التي اقتصرت على الرجال حتى وقت قريب ، وسارت بجانب الاعضاء الاخرين من اجل الإصلاح بين الناس وحل الخلافات بينهم.
تقول: ان المجتمع اسهم في قبول وجود سيدة في هذا المجال نظرا للكلمة الطيبة والسمعة والخلق الحسن ونية الاصلاح التي نستحضرها على الدوام عند توجهنا الى الطرفين المتخاصمين.
ويشيد رئيس لجنة اصلاح وسط العاصمة في الجمعية الشيخ وليد الخطيب بالمجتمع الاردني الذي لا يقبل الخطأ ولا يرضى به، وفي حالة حدوثه ينزع في اتجاه تصحيح ذلك الخطأ، وهنا يأتي صلب دورنا الذي يبدأ بتقريب وجهات النظر ورأب الصدع.
ويشير الى دور الشيوخ والوجهاء المهم ، إذ ان الشيخ او الوجيه له كلمة مسموعة ويطاع من قبل الجميع.
ويؤكد الخطيب أهمية تعزيز العمل الخيري برغم الصعوبات التي تعترض سبيل الوجهاء واهل الخير، والتي منها جهل البعض في العرف العشائري الذي قد يحصّل لهم حقوقهم باقل الاضرار لجميع الاطراف.
وينوه الى سعي الكثيرين للاستفادة من خبرات الوجهاء والشيوخ في اصلاح ذات البين ما يؤكد اهمية دورهم في هذا المجال .
ويقول استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور حسين الخزاعي ان وجود مؤسسات مجتمعية تقوم باصلاح ذات البين اضافة مهمة ودلالة على تطور المجتمع والدولة التي تعطي الفرصة لابنائها لممارسة هذا الدور قبل اللجوء الى القوانين، وهذا شيء ايجابي من الدولة تجاه مواطنيها.
ويضيف ان هذه المؤسسات تمارس عملها بموضوعية وبدون تحيز لطرف على حساب الاخر، مشيرا الى ان من يقومون بهذه المهمة هم من اصحاب الخبرة في القضايا وسبق ان عملوا في قضايا مشابهة .
ويفسر الخزاعي لجوء المواطنين الى مثل هذه المؤسسات المجتمعية لرغبة بعضهم في التعامل مع مشكلاتهم بسرية وعدم افشائها ضمن نطاق العائلة الواحدة .
-- ( بترا )
ر أ / ف م / ات
17/4/2012 - 11:55 ص