أريانة التونسية: مدينة تستأنف احتفاءها بوردة الـ"كاليغا"
2012/05/14 | 17:43:48
تونس 14 أيار(بترا)- من ضحى طليق- في رسمه لريف اريانة التونسية رصد الفنان الإيطالي كاتانيا في مطلع القرن الماضي بساطا بانوراميا من الورود والازهار ، التي نسجت المدينة معها علاقة حميمة تقول المصادر التاريخية اننها تعود لقرون خمسة مضت منذ وصول طلائع المهاجرين الاندلسيين اليها.
عبر الزمن صارت المدينة صنوا للورد الذي اخذت تحتفي به في مهرجانات توائم بين الحنين للفردوس المفقود وذاكرة أريانة المكان والانسان.
افتتنت اريانة بالعطر بصفته روح الورد فصار الربيع موعدا لمهرجان سنوي لورد ة "كاليغا" او كما يحلو لاهل المدينة ان ينعتوها بوردة اريانة .
تقع اريانة شمال غربي مدينة تونس، وهي من أكبر ضواحيها وهي مركز ولاية تحمل الاسن نفسه ويبلغ اكثر من 100 الف نسمة. ووفق مراجع عربيّة فان إسم أريانة هو إسم قبيلة عربيّة أباظيّة , جاءت إلى إفريقيّة ( تونس اليوم ) في آخر عهد الولاة أي قبل نشأة الدّولة الأغلبيّة بقليل 800 م ـ 909 م ). جاءت هذه المجموعة من مدينة أريان اليمنيّة ( توجد اليوم على بعد 155 كلم جنوب العاصمة صنعاء ) و سكّانها يلقّبون إلى اليوم بالأريانيين.
.وكلمة أريانة مشّتقة من الأريان و هي لفظة عربيّة , حسب معجم لسان العرب لآبن منظور و معناها الفائض من الخراج أي الفضل . فسكّانها أهل فضل و هي المدينة الفاضلة
وجد الورد في هذه المدينة التي تتنفس عطرا منذ قرون التربة الخصبة والمناخ الملائم ليشرق وتتفتح اوراقه فتسحر الناظرين الذي يقبلون عليها ويستغلونها لأغراض شتى. فالوردة الأريانية (نسبة لمدينة اريانة) المعروفة برائحتها المنعشة النافذة تزهر في الربيع بخصوبة وهي تعتمد في صناعة ارقى العطور العالمية، ويعتبر ماؤها دواء للجهاز التنفسي والمعدة والقلب وتنظيف العيون ومكونا أساسيا من مكونات صنع الحلويات والمرطبات التونسية ومواد التجميل .
ورث ابناء هذه المنطقة تقليد غراسة الورد ورعايته عن الأندلسيين الذي توافدوا على شمال افريقيا منذ القرن ال15 ميلادي ، اما منتزه بئر بلحسن الذي انشئ به منبت منذ 1994 ، لرعاية وردة اريانة والمحافظة عليها فيعود إلى الحكم الحفصي للبلاد التونسية حيث جعل منه المستنصر بالله الحفصي آنذاك متنفسا للحنايا (قنوات المياه) التي بناها سنة 1258 لجلب الماء إلى جنانه المعروفة بجنان ابي فهر.
كما شكل بئر بلحسن والبساتين المحيطة به منذ عقود مكانا للاستشفاء ليس فقط لسكان هذه المدينة الهادئة المتاخمة للعاصمة بل وايضا لباقي المدن التونسية حيث كان ينصح الأطباء الكثير من المرضى للتوجه اليها كفضاء للراحة والاستجمام فضلا عما تتميز به مياه البئر من عذوبة يعتبرها الكثيرون شفا ء لمرضى الكلى
بعد ثورة 14 كانون ثاني 2011 ، استؤنف عيد الورد في دورته الخامسة عشرة يوم الجمعة 11 أيار نشاطه بكل زهو ليستمر إلى يوم 20 من هذا الشهر ، وفتح المنبت ذراعيه من جديد ليحتضن هذه الوردة وشتى انواع زهور الزينة التي داب أهل المدينة على رعايتها والافتخار بها امام باقي المدن التونسية وحتى غيرها من المدن الأجنبية.
لتنمية ورد اريانة ، قامت بلدية المكان بتهيئة مساحة تحتضن أكثر من 3 آلاف مشتلة لوردة اريانة ، وتبقى سوق النباتات والزينة التي تقام بمناسبة المهرجان ويشارك فيها هذه السنة اكثر من 80 عارضا ، الفضاء الذي يستقطب آلاف المولعين بالورود. كما دأب المهرجان على اختتام فعالياته باختيار ملكة جمال الورد، وتنظيم ندوة متخصصة، ستبحث هذه المرة فوائد العسل .
--(بترا)
ض ع /س ق
14/5/2012 - 02:37 م
14/5/2012 - 02:37 م
مواضيع:
المزيد من العالم من حولنا
2025/11/13 | 22:24:46
2025/11/13 | 21:09:51
2025/11/13 | 20:26:59
2025/11/13 | 18:49:45
2025/11/13 | 18:25:52